شبكة التجسّس واستخدام التقنيات الحديثة
بقلم: علاء الدين المؤيد
إن كشفَ جواسيس الموساد والسعوديّ والأمريكي ليس بالأمر الجديد، لكن الملفت هو ردّة الفعل تجاه هذا الكشف؛ فهم لا يُنكرون الحقائق جهلًا، بل لأن الحقيقة تُهدّد مصالحهم وتكشف زيف رواياتهم.
يكذّبون كُـلّ ما لا يناسب مشاريعهم، حتى لو كان واضحًا كالشمس في رابعة النهار.
ليسوا مجانين، بل أطراف منخرطة بوعيٍ تام في مشروعٍ صهيوني يهدف إلى إماتة إحساس الأُمَّــة بوجود عدوّ، وتشويه وعيها الجمعي، وتضليل رؤيتها للواقع.
واللافت أن من يدافعون عن هؤلاء الجواسيس لا يختلفون عنهم في الدور أَو الولاء؛ فكلا الفريقين يعملان لصالح محورٍ واحد.
إن التعاون الأمني والاستخباري السعوديّ الوثيق مع الولايات المتحدة وكيان الاحتلال لا يقتصر على الساحة اليمنية فحسب، بل يتعدّاها ليشمل كامل المنطقة: فلسطين، لبنان، العراق، وإيران.
وفي ظلّ تصاعد الأحداث الإقليمية والدوليّة، كشفت تقارير أمنية يمنية عن وجود شبكة تجسس واسعة استخدمت أحدث الوسائل الإلكترونية والتقنيات الرقمية لتنفيذ أعمال عدائية وإجرامية تستهدف الأمن الوطني والمجتمعي.
وبحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن هذه الشبكة -التي وُصفت بأنها مرتبطة بأجهزة استخباراتٍ أجنبية- اعتمدت على تقنيات متطورة في الرصد والتنصت، والتواصل مع عناصر محلية عبر منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى استخدام أجهزة دقيقة لجمع المعلومات حول المواقع العسكرية والمدنية الحساسة.
لقد تغيّر وجه الحرب.
لم تعد المعارك تُدار بالسلاح فحسب، بل باتت تعتمد بشكل متزايد على «الحرب السيبرانية» والتجسس الإلكتروني.
فالتقنية الحديثة باتت أدَاة للتسلّل إلى أعماق المجتمعات، والتأثير في قراراتها، سواء عبر سرقة المعلومات، أَو زعزعة الاستقرار، أَو حتى استهداف العقول وتوجيه الوعي.
وفي هذا السياق، تحذّر الجهات المختصة من خطورة هذا النوع من التهديدات، خُصُوصًا في ظلّ هشاشة البنية الأمنية الرقمية، وتزايد الاختراقات الإلكترونية.
مما يستدعي تكثيف الرقابة على الفضاء الرقمي، وتطوير قدرات الحماية السيبرانية، كخطوةٍ لا غنىً عنها للحفاظ على سيادة الوطن وأمنه في العصر الرقمي.