إسرائيل تواجه خسائرها الباهظة بسبب صواريخ قوات صنعاء… والرد الإسرائيلي دون تأثير

خسائر بالمليارات، وشلل جزئي في حركة الطيران وأعمال الموانئ والاستثمارات في إسرائيل، نتيجة للهجمات الصاروخية من جانب قوات صنعاء، التي أدت في نهاية المطاف إلى إغلاق ميناء “إيلات” الاستراتيجي، إلى حد أن ذلك اعتُبر انتصاراً للحوثيين على إسرائيل.

وقد وصفت صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية إغلاق ميناء إيلات بالكامل بأنه “نصر واضح للحوثيين” وخسارة اقتصادية فادحة لإسرائيل، وأشارت حسب اطلاع بقش إلى أن الميناء الواقع في أقصى الجنوب، متوقف فعلياً عن العمل منذ نوفمبر 2023، بسبب المخاوف الأمنية المتعلقة بالمرور من منطقة باب المندب التي يسيطر عليها الحوثيون.

وسجل الميناء انخفاضاً بنسبة 80% في الإيرادات خلال عام 2024 مقارنة بـ2023، ما أدّى إلى أزمة مالية خانقة تهدد بإنهاء وجود الميناء فعلياً، وتؤكد الصحيفة الإسرائيلية أن حكومة إسرائيل تتعامل مع الميناء وكأنه شركة خاصة يمكن التخلي عنها بسهولة، ما دفع القائمين عليه (الأخوين نقاش) إلى اتهام الحكومة بالتقصير، مؤكدين أن إغلاق الميناء سيكون انتصاراً حقيقياً للحوثيين الذين أخرجوا بوابة إسرائيل الجنوبية عن الخدمة دون أن يطلقوا رصاصة واحدة.

إغلاق ميناء إيلات سيؤدي إلى تعطيل عمل الزوارق والقوارب التابعة للميناء، وسيتسبب في وقف الدعم اللوجستي للبحرية الإسرائيلية في منطقة البحر الأحمر، إلى جانب تجميد الدعم الفني لخط أنابيب أوروبا – آسيا لنقل النفط الخام من إيلات إلى أشكلون. كما أن هناك تأثيرات خطرة على تصدير البوتاس من البحر الميت، وسيكون التصدير متاحاً لاحقاً فقط من ميناء أسدود، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان استمرارية العمل وتراجع في كفاءة تشغيل الميناء لوقت طويل.

ومن جانبه يرى موقع ديسكفري ألرت الاقتصادي الأسترالي أن إغلاق ميناء إيلات يشكل تأثيراً استراتيجياً كبيراً على إسرائيل التي اضطرت إلى إعادة هيكلة شبكتها التجارية مع آسيا وتواجه الآن خيارات صعبة للتعامل مع هذه التأثيرات، وأشار تقرير الموقع الذي طالعه بقش إلى أن إغلاق الميناء يمثل أحد أكبر التأثيرات الاقتصادية الملموسة لهجمات الحوثيين، حيث أثر على قرابة5-7% من إجمالي التجارة البحرية لإسرائيل التي كانت تتدفق في السابق عبر البوابة الجنوبية الحيوية.

ذلك فقط جانب من جوانب الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها إسرائيل نتيجة لتصعيد قوات صنعاء في إطار دعم وإسناد قطاع غزة، مؤكدةً أن الهجمات ستتوقف بمجرد وقف الحرب والحصار على القطاع الذي يعيش إبادة ممنهجة ومجاعة كاملة دون أي تحرك من المجتمع العربي والدولي.

وأعلنت قوات صنعاء، اليوم الإثنين، عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية ضربت خمسة أهداف عسكرية وحيوية في فلسطين المحتلة، حيث استهدفت مطار بن غوريون، وهدفاً عسكرياً آخر في يافا، وميناء إيلات ومطار “رامون” وهدفاً حيوياً في منطقة أسدود. ونُفذت العملية بخمس طائرات مسيرة، وقالت قوات صنعاء إن العملية تأتي دعماً لغزة ورداً على العدوان الإسرائيلي الأخير على ميناء الحديدة.

ميناء الحديدة في حسابات إسرائيل

تعبر إسرائيل عن انزعاجها من الخسائر التي تتكبدها بسبب هجمات قوات صنعاء، وذلك من خلال استهداف ميناء الحديدة الحيوي الذي يغطي أكثر من 70% من احتياجات اليمنيين المستوردة من الخارج في كافة أنحاء اليمن.

إسرائيل هاجمت اليوم الإثنين الحديدة، وقالت، عبر وزير دفاعها، إنها تعمل بقوة على منع محاولة إعادة تأهيل البنى التحتية للحوثيين في اليمن، وإن مصير اليمن هو مصير إيران، وسيدفع الحوثيون ثمناً باهظاً لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، في إطار التأكيد على الخسائر الناجمة عن الضربات اليمنية المعلنة بشكل مستمر من قِبل قوات صنعاء.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إنه تم استهداف منشآت داخل ميناء الحديدة، وكذلك “تدمير مواقع عسكرية في ميناء الحديدة” حسب زعمه. وأشار إلى استهداف “صهاريج وقود وآليات هندسية تعمل على ترميم البنى التحتية في ميناء الحديدة”، وكذا استهداف “سفن وقوارب يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية”.

لكن في المقابل، يبدو أن الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة هي رد فعل لا يحقق شيئاً، كما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا، حيث يرى في تصريحات صحفية أن الهجوم الإسرائيلي على الميناء اليمني يعكس عجز سلاح الجو الإسرائيلي على إنهاء الضربات التي تشنها قوات صنعاء على أهداف إسرائيلية حيوية.

اعتبر حنا أن استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ والمسيّرات واستهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل يؤكد عجز الاحتلال الإسرائيلي عن تحقيق أهدافه، مشيراً إلى أن الحوثيين لا يملكون فقط الصواريخ، بل لديهم ترسانة من الأسلحة التي يمكنهم استخدامها، وأن إسرائيل تواجه عراقيل منها بُعد المسافة بينها وبين اليمن، كما أنه ليس لديها معلومات دقيقة عن الأهداف الأساسية.

يُضاف إلى ذلك أن إسرائيل تلجأ إلى استهداف الأهداف المدنية في اليمن، وقامت سابقاً بقصف مطار صنعاء الدولي، رغم أنه ليس مكان استقبال أسلحة، كما تؤكد التقارير أن ميناء الحديدة ليس هو المصدر الأساسي لصواريخ الحوثيين ولترسانتهم العسكرية، وهو ما عبّر أيضاً عن ضعف المعلومات الاستخباراتية لدى إسرائيل بخصوص الخصم اليمني، وبالتالي العجز عن احتواء الموقف والتعامل مع تصعيد قوات صنعاء التي أغرقت مؤخراً سفينتين تجاريتين مرتبطتين بإسرائيل في البحر الأحمر.