أوسمة الملك العليل

حمدي-دوبلة-1

حمدي دوبلة

أسهب رئيس جامعة القاهرة في التغني بإنجازات ومآثر الملك سلمان وخلع عليه الكثير من الألقاب والصفات العظيمة وقال فيه مالم يقله حسان بن ثابت في مدح سيد الأولين والآخرين.
بدا هذا “الأكاديمي” المصري ولعابه يسيل طمعا في وصال ذلك “الشيك” الجالس أمامه في صالة الاحتفاء وهو يلقي كلمة يشرح فيها حيثيات قرار جامعته منح العاهل السعودي شهادة الدكتوراة الفخرية وما قدمه من بطولات خارقة وخدمات جليلة للإسلام والمسلمين وجهوده الدأووبة في حماية الأمة العربية والحفاظ على هويتها القومية لكن تلك الحيثيات لم تقدم غير شهادات إضافية عن الانحدار الأخلاقي ومستوى التراجع القيمي التي باتت تعيشه قاهرة المعز وبلاد النيل ومصر عبدالناصر التي كانت قبلة للثائرين وحضنا دافئا لكل أحرار هذه الأمة.
اشترى سلمان الشهادة العلمية مكتوبة بماء الذهب والفضة كما اشترى الجزيرتين وأوسمة ونياشين عديدة وكثيرا من هيبة وكرامة وعنفوان أبناء أرض الفراعنة ومهد التاريخ التليد.
إطراءات ونياشين “الملك العليل” لم تتوقف في أرض الكنانة بل امتدت إلى امبراطورية العثمانيين ومن قبلهما كانت الأوسمة التشريفية قد بدأت في صب لعناتها على قتلة حكام أسرة سعود من عاصمة النور باريس “هولاند” الذي أدرك كما أدرك قادة الترك ومصر من بعده الحاجة الماسة لأركان النظام السعودي لمثل هذه المدائح والتشريفات الشكلية الجوفاء بعد الاخفاقات والهزائم المتتالية التي لازمت سياستهم ومشاريعهم الطائشة في الآونة الأخيرة وعلى كافة الأصعدة وباتت المنطقة بفعل هذه المراهقات السعودية مشتعلة بالحرائق والفتن الدهماء ومرتعا للإرهاب وجماعات التطرف والإجرام.
سارعت أنظمة “البيع والشراء” لتلبية حاجة الملك النفسية والعقلية عله يجد في قصائد المديح والثناء وأوسمة الدجل وشهادات الزيف ما يهدئ روعه ويبعده قليلا عن ملاحقة كوابيس دماء نساء وأطفال اليمن وما اقترفت يداه الآثمتان من جرائم بشعة بحق جيرانه من أبناء الشعب اليمني الفقير ومقومات حياته البسيطة وعلى أمل ان تسهم تلك الاكاذيب المفتعلة في إخفاء قليل من إذلال صفعات أبطال الجيش اليمني وما ألحقوا به وبجيشه وهيبة بلاده من هزائم نكراء وأضرار بالغة بات العالم يدركها تماما رغم استماتة أبواقه في نسج أوهام الانتصارات والتغني ببطولات لا وجود لها إلا على شاشات الحدث وأخواتها من قنوات الدجل والتضليل.
تلقى العاهل “المعلول” أوسمة مضيفيه بصدر رحب وبأيادٍ معطاءة سخية ليظهر بعد ذلك في مؤتمر القمة الإسلامية متمتما بكلمات مبهمة وغير مفهومة ترجمتها وسائل الإعلام على أنها تأكيدات من “جلالته” على “رفض التدخل في الشئون الداخلية لبلدان المنطقة وتظافر جهود الدول الإسلامية في محاربة الإرهاب” وكأن جنونه في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان وغيرها من دول العالم الإسلامي نوعا من الاستجمام الوديع أو لكأنه ليس الداعم الأول للإرهاب والمنبع الأوحد لتفريخ المتطرفين.. ليواصل بذلك نهجه الحافل بالتناقضات ومخالفة أقواله كل ما يقوم به من أعمال وممارسات إجرامية يندى لها الجبين.
“كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ”
صدق الله العظيم.

نقلا عن صحيفة الثورة.