ن .. والقلم .. الحق أقول لكم

عبدالرحمن-بجاش-9

عبد الرحمن بجاش
على الصعيد الشخصي، فقد مر يوما السبت والأحد عليّ يومين هادئين، حتى إنني استغربت هدوئي المبالغ فيه، عزوت الأمر إلى قرار اتخذته بعدم الاقتراب من أخبار المواقع المحلية. على الصعيد المهني كان لا بد أن أقلق، وأبحث، وأقرأ، وأتابع بطريقتي، فلم يصل الوقت إلى الثانية عشرة ليلا إلا وقد سجلت أكثر من رأي، ببساطة أقول لكم لأننا تعبنا، ومن يُكابر ويقول بغير هذا فليسمح لي القول أنه منافق !!، وأعوذ بالله من أن يكون أحد منافقاً، لأن رب العباد يغفر لكل صاحب ذنب إلا المنافق !!!، لأعتذر مسبقا لاستخدامي أمر النفاق بحدة، لكنني اقصد أولئك المكابرين الذين يرون إلى الناس على أنهم خاشعون بينما هم في حقيقة الأمر متعبون .
هل يكبر الساسة ويعملون لمرة خارج أجنداتهم الشخصية أو الحزبية ويعملون بأجندة الناس بدون استثناء، فالحرب وتعبها لا تفرق بين غني وفقير، والقذيفة أو الصاروخ أعميان ويدهمان ما أمامهما, المهمش وذلك المتعالي الكبير !!! .
أقول لكم الحق أن الناس تعبت، تعبت حقيقي، ليس الأمر يصب في خانة التهوين أو التهويل، أو كما سيقول لك بعض المهنجمين أنتم تبالغون لغرض في نفس سعيد، أقول إن العالم المتقدم لا يقدم على أي خطوة استراتيجية في الأوقات الاستثنائية إلا بناء على استطلاعات رأي عام تبين موقف الناس حيال الأزمة أو المشكلة التي يكونون وسطها، وبوحي من طلب الناس وتوجه الرأي العام فيقرر السياسي، لأنه فقط وفقط ممثل الناس في البرلمان، أو الإدارة أو السلطة، حيث لا يعلو عنه صوت على صوت الشعب ماذا يفعل !!!، ولأن الناس واعية هناك، فإذا انحرف السياسي عن برنامج انتخب بموجبه خرج الناس إلى الشوارع، للأسف يغلف حياتنا الجهل والتخلف الإداري وغياب الديمقراطية الحقيقية، إذ لا استبيانات، ولا رصد لاتجاهات الرأي العام، فترى الحزبي يأتمر بأمر رئيس الحزب الذي يكون بأجندة شخصية طوال الوقت، والسياسي يأتمر بأمر الجهة التي تدعمه، سواء أكانت داخلية أو خارجية، أقول الحق وكلامي موجه إلى الذين سيذهبون إلى الكويت، كلهم : إذهبوا بوحي من تعب الناس منكم ولما آلت إليه الأمور، الناس تعبت، وإذا قال لكم أحد باعتبار أنكم في بروج عاجية : لا فالناس راضية، الحكم بيني وبينكم الشارع، إنزلوا وإسالوا من تصادفونه، وسيقول الحق لكم، أما أن تظلوا تحكمون على الأمر برمته من خلال بيانات أو أخبار  يصيغها من لا يجيد الصياغة معظم الأحيان، أو يكون هو مرتاح فلا يحس بمعاناة التاجر، وصاحب البقالة، ورجل المرور، وأسر لا تجد ما تأكل، فهو بعيد عن الواقع، أما ذلك الذي يفاوض ويعود إلى أي مدينة عربية كبيروت أو القاهرة أو دبي أو واشنطن فلا يدري عن معاناة الناس إلا أنها كلما طالت فيطول بقاؤه هناك على حسابهم، ومن في الداخل فالبعض يظن من السياسيين أن الناس وهو طبع يماني أصيل فيجاملك من تلتقيه ويهتف في وجهك ولا يهمك إستمر، فلا تصدق إلا إذا أنت مهتم بأجندة تعرف معالمها وتدري ماذا تفعل لنفسك وليذهب الناس إلى الجحيم، أيها السادة الناس قريبون جدا من فوهة الجحيم فاتقوا الله فيهم، واهتبلوها فرصة واتفقوا من أجلهم طالما تقولون أنكم تحاربون وتتحاربون من أجلهم . لله الأمر من قبل ومن بعد .

نقلا عن الثورة نت.