ضغوط تعصف بمشروع “العملة الجديدة”.. الزبيدي يفشل في تحييد البنك المركزي بعدن


في مشهد يعكس عمق الاضطراب الاقتصادي والسياسي داخل مناطق سيطرة المجلس الانتقالي، تلقّى عيدروس الزبيدي ضربة جديدة بعد فشله في إقناع قيادة البنك المركزي بعدن بالانفصال عن توجّهات المجلس الرئاسي، وسط مخاوف تتصاعد من انهيار نقدي محتمل إذا استمر التوتر بين الطرفين. وكشفت مصادر مصرفية أن لقاءً جمع محمود الصبيحي بمحافظ البنك أحمد المعبقي، بناءً على استدعاء مباشر من الزبيدي، حمل رسائل سياسية واضحة تهدف لتحييد “مركزي عدن” عن أي قرارات يتخذها رشاد العليمي، مقابل وعود بمنصب رفيع في “حكومة الجنوب”. إلا أن المصادر تشير إلى أن موقف المعبقي ما يزال غامضًا، ما يضع الزبيدي أمام مأزق جديد، خصوصًا مع انقسام واضح داخل المؤسسات المالية حول تبعية البنك ومشروعية قراراته. ويتزامن هذا التخبط مع تعثر ملف “العملة الجديدة” الذي كان الزبيدي يعوّل عليه لترسيخ سلطة اقتصادية مستقلة في عدن، بعد أن اصطدم برفض من خبراء اقتصاديين حذّروا من أن إصدار أي عملة في الوقت الراهن سيقود إلى كارثة حقيقية، مع غياب استقرار مالي أو غطاء قانوني يضمن قوتها الشرائية. كما كشفت التقارير أن العليمي قد يتجه لخطوات مضادة، أبرزها سحب الغطاء القانوني عن العملة المتداولة في عدن، وهو إجراء، إن اتخذ، من شأنه أن يضرب آخر مصادر الاستقرار النقدي ويقود لانهيار قياسي في قيمة الريال داخل مناطق “الانتقالي”. هذه التطورات تضع المجلس أمام تحديات مضاعفة، إذ يفقد أوراقه الاقتصادية واحدة تلو الأخرى، فيما تتعمق حالة الارتباك داخل المؤسسات التي يحاول إحكام السيطرة عليها دون نجاح واضح حتى الآن.