فضيحة بيئية في سقطرى.. الإمارات تتهم بنهب أحجار الشعاب المرجانية النادرة وتحويلها لمادة بناء فاخرة
كشفت مصادر محلية في أرخبيل سقطرى عن استمرار عمليات نهب واسعة لأحجار الشعاب المرجانية النادرة من سواحل الجزيرة، تنفذها جهات تابعة للإمارات تحت غطاء النشاط التجاري والسياحي.
وأوضح الباحث اليمني أحمد الرميلي السقطري أن كميات كبيرة من الأحجار المرجانية التي تجرفها الأمواج إلى الشواطئ يتم جمعها وشحنها إلى الإمارات، لاستخدامها في مشاريع معمارية فاخرة تعتمد على هذه الأحجار كعنصر جمالي في البناء.
وأشار الرميلي إلى أن عمليات الجمع لم تعد عشوائية أو محدودة، بل تحولت إلى نشاط منظم ومتصاعد يحمل مؤشرات على نية اقتلاع المرجان من أعماق البحر، محذراً من أن ذلك يشكل كارثة بيئية مدمرة للنظام البحري الفريد في سقطرى.
وأضاف أن قلع الشعاب المرجانية يعد جريمة بيئية تؤدي إلى فقدان موائل طبيعية لكائنات بحرية مهددة بالانقراض، لافتاً إلى أن هذه الأحجار تحولت إلى مصدر ربح كبير في الأسواق الخليجية بعد أن أصبحت موضة في مجال البناء الفاخر.
وبيّن أن هذا الاستغلال يختلف عن الاستخدام التقليدي القديم الذي كان يمارسه سكان المناطق الساحلية في تهامة وحضرموت لبناء منازلهم بطرق بسيطة، مؤكداً أن الوضع الحالي تجاوز الحدود الطبيعية وأصبح يهدد التوازن البيئي والبحري في الجزيرة.
وحذر خبراء البيئة من أن استمرار هذه الأنشطة يهدد بتدمير المنظومة البيئية لسقطرى المصنفة ضمن مواقع التراث الطبيعي العالمي من قبل اليونسكو، داعين السلطات المحلية والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية التنوع الحيوي الفريد في الجزيرة.
