جواب اليمنيون للعالم كان في الساحات وقائدهم كان العنوان
بقلم/ عيسى السياني
لم تكن الساحات الممتلئة بالجموع الحاشدة في صنعاء والمحافظات اليمنية المحررة مجرد احتفاء بالمولد النبوي الشريف، بل كانت لوحة إنسانية نادرة تجسّد أعمق معاني الوحدة والهوية والقيادة. لقد تجاوزت هذه الجماهير الاحتفال الديني إلى تأكيد وحدتها الوطنية، وتجديد عهدها مع قيادتها، وإعلان صرخة مدوية بأن الإيمان حين يتوحد مع الإرادة يصنع قوة لا تُقهَر.
في مشهد يختلف جذريا عما يعيشه عالم اليوم من تمزق وتشظٍّ في الولاءات برز اليمن استثناءيحير العالم شعب يجتمع على حب نبيه، ويوحد صفوفه خلف قائده في انسجام تاريخي يجمع بين عبقرية الماضي وإرادة الحاضر….
إنه المشهد الذي يروي قصة شعب وجد في قيادته ملاذه وفي إيمانه درعه، وفي وحدته سلاحه
يقف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ليس مجرد قائد سياسي أو عسكري، بل رمزاللثبات والمبدأ في زمن المتغيرات والجماهير التي خرجت بالملايين ليست مجرد مستجيبة، بل هي شعب يرد على الثبات بالوفاء وعلى المبدأ بالالتزام إنها علاقة نادرة بين قائد يقود بمنطق القرآن والإيمان، وشعب يتحرك بفعل الوجدان واليقين……
في ساحات اليمن المحمدية تتحول كلمات القائد إلى طاقة تحرك الملايين، وتصبح استجابتهم شرعية لا تمنحها صناديق الاقتراع، بل تمنحها دماء الشهداء وروح التضحية وقوة الإيمان إنها شرعية القلوب التي صدقت العهد، والإرادات التي عرفت طريقها…..
حيث يقدّم اليمن، بقائده وشعبه، نموذجا للعالم كله بأن القوة الحقيقية ليست في البوارج والحصار بل في قلوب مؤمنة موحدة ففي الوقت الذي تتصدع فيه ثقة الشعوب بقادتها، وتتهاوى أنظمة الحكم تحت وطأة المصالح والولاءات المتناقضة، يظهر اليمن صورة مختلفة أمة تثق في قائدها، وقائد يتّخذ من القرآن ونبي الرحمة مرشدًا ومثالا
إنها معجزة العصر التي تثبت أن الأمة التي تلتف حول قائدها المبدئي، المستلهم لسيرة الأنبياء في الصبر والثبات على الحق، قادرة على صنع نموذجٍ عصيٍّ على التكرار والهزيمة
لطالما أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاباته أن شعب اليمن لا يحمل عداءً لأحد ويمد يدة للإخاء والسلام للجميع لقد حرصت قيادة الثورة قبل العدوان وبعده على تأكيد سلمية نهجها ورفضها للتدخل في شؤوون الآخرين وسعيها لبناء علاقات ندية تقوم على الاحترام المتبادل
لكن العالم بزعامة أمريكا، لم يراع هذه الإيجابية بل حرك أدواته لشن عدوان غاشم هدفه إجهاض إرادة هذا الشعب وإعادة استعباده. وقد فند قائد الثورة كل حجج العدوان الواهية، مؤكدا أن اليمن يقاتل دفاعا عن قيمه ومبادئه وحريته وليس لصالح أحد
وهذا ما حرصت عليه ثورة 21 سبتمبر على تجنيب الإقليم مخاطر التهديد وواجهت خطر التنظيمات الإرهابية أصالة عن نفسها ونيابة عن جيرانها الذين استنزفوا ثرواتهم تحت حجج مواجهة الإرهاب واليوم، يقف اليمن المنيع بصدقه وإيمانه، محررًا من هيمنة أمريكا والسعودية، متجهًا نحو بناء دولته العادلة
إن صمود اليمن ليس صمودا محليا فحسب، بل هو رسالة عالمية تؤكد أن الإيمان حين يتجسد في وحدة شعب وقيادة، يصبح قادرا على صنع المستحيل وها هي صنعاء والمحافظات الحرة تخرج بالملايين لتعلن للعالم أن معجزة الإيمان لا تزال حية، وأن قوة الحق ستظل تنتصر على حق القوة،الى أن يرث الله الأرض ومن عليها