في رسالة خاصة من وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان إلى السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله .. ما بعد المولد ليس كما قبله (تفاصيل)


تتجاوز المناسبة الدينية، وجّه وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، رسالة إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1447هـ.
 الرسالة قدّمت خطابًا عسكريًا وسياسيًا حادًا، كشف عن مستوى الجهوزية الاستراتيجية، وحدّة الموقف اليمني تجاه التطورات الإقليمية والدولية، بما يجعل من هذه البرقية بيانًا ميدانيًا ورسالة تحدٍ موجهة إلى الأعداء كما إلى الحلفاء.

تثبيت القيادة الثورية كمرجعية عليا

افتتحت الرسالة بتجديد الولاء لقائد الثورة يحفظه الله، بصفته القائد الأول للمسيرة الجهادية للقوات المسلحة، وهو ما يعكس وحدة القرار العسكري والسياسي، ويعزز استقرار القيادة في وجه التحديات المستمرة.

 

اليمن في خندق المواجهة مع العدو الإسرائيلي

تُبرز البرقية التزام اليمن الثابت بالقضية الفلسطينية، وخصوصًا دعم غزة، ضمن رؤية أوسع ترى أن معركة اليمن ليست محلية فحسب، بل جزء من صراع إقليمي تحرري ضد المشروع الصهيوني والغطرسة الأمريكية، وأدواتها في المنطقة.

 

 رسائل ردع وتحدٍّ للعدو

تحمل الرسالة نبرة تصعيدية واضحة، حيث تؤكد أن الضربات اليمنية التي طالت العدو في البر والبحر والجو، ليست سوى البداية، وأن القادم يحمل “مفاجآت ستقلب موازين القوى في المنطقة”، في تهديد مباشر يهدف إلى ردع أي تصعيد مستقبلي.

 

 توحيد الجبهة الداخلية ضد الخيانة والتطبيع

توجه الرسالة تحذيرات قاسية إلى “الخونة والعملاء والمطبعين”، وتصفهم بأنهم في صف أعداء الأمة، مما يعكس توجّهًا واضحًا نحو تعزيز الجبهة الداخلية على أساس عقائدي وسياسي صلب، وربط الولاء للوطن بالموقف من قضايا الأمة.

 

المؤسسة العسكرية .. نحو التطور والتحديث

تشيد البرقية بتطور المؤسسة العسكرية، وتُبرز الدعم القيادي في بناء “قوة عصرية متطورة”، وهو ما يبعث برسالة إلى الخارج بأن اليمن لم يعد مجرد بلد مقاوم، بل دولة تمتلك مؤسسة عسكرية حديثة قادرة على خوض حروب نوعية طويلة الأمد.

 

 ما بعد المولد .. ليس كما قبله

من بين أكثر الرسائل دلالة في هذه البرقية، هي تلك التي ترسم ملامح مرحلة جديدة لما بعد المولد النبوي الشريف.
الرسالة، من حيث التوقيت والمضمون، تشي بتحول نوعي في الأداء والتكتيك اليمني، حيث لم تقتصر على استعراض المواقف، بل قدّمت إشارات قوية على أن ما بعد هذه المناسبة سيكون مختلفًا كليًا عمّا قبلها، فمنطق الردع سيتحوّل إلى فعل استباقي، في حال استمرت الاعتداءات على اليمن أو تصاعدت الجرائم في غزة، ومساحة المواجهة ستتوسع، ليس فقط دفاعًا، بل بمبادرة عسكرية محسوبة ومفاجئة، وخطاب القيادة سيتخذ طابعًا ميدانيًا أكثر حزمًا، مدعومًا بجاهزية عسكرية مكتملة، “ما بعد المولد ليس كما قبله” ليس مجرد تعبير بلاغي، بل إعلان عن مرحلة جديدة، عنوانها،  الانتقال من موقع الدفاع الاستراتيجي إلى الهجوم المحسوب، ضمن قواعد اشتباك جديدة، يفرضها اليمن بقوة الردع والشرعية الأخلاقية.

 

البرقية كخريطة طريق استراتيجية

تمثل هذه البرقية أكثر من مجرد رسالة تهنئة بمناسبة المولد، بل يمكن قراءتها كوثيقة استراتيجية تحدد مواقف القوات المسلحة اليمنية المستقبلية تجاه الداخل والخارج.
هي رسالة ولاء، ووثيقة تحدٍّ، وبيان تعبئة عامة في آنٍ واحد، تفتح الباب أمام مرحلة مفصلية من المواجهة، وتُعلن أن اليمن في طريقه لترسيخ معادلة جديدة،  الكرامة مقابل الردع، والموقف الأخلاقي مقابل القوة، وأن زمن الهيمنة قد ولى، كما ختمت البرقية بوضوح.