هكذايتسول “الإصلاح” بدماء الشعب اليمني

 

المسيرة: إبراهيم السراجي

لم يتوقفْ حزبُ الإصْـلَاح عند بيانه المخزي الذي أيَّد به العُـدْوَانَ السعودي على الـيَـمَـن وتشكيل خلايا تزرع الشرائح الالكترونية للعدو وتسخير كافة إمكاناته الإعْـلَامية للعُـدْوَان على الـيَـمَـن.

حالُ “الإصْـلَاح” المؤيد للعُـدْوَان السعودي يقول:” إننا ومعنا كُلّ القوى الخيرة نعبر عن شكرنا وتقديرنا وتأييدنا لأشقائنا في دول التحالف وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية الذين استجابوا لطلب الرئيس الشرعي للبلاد المسؤول عن حماية وأمن واستقرار وسلامة الوطن وأبنائه ومقدراته، ويحدونا الأمل أن تعيد هذه العملية الأمور إلى نصابها ومسارها الصحيح”.

يقولُ المَثَلُ العربي عن المتغطرس أنه “يقتل القتيل ويمشي في جنازته” وإذ ينطبق المثل على حزب الإصلاح إلا أنه بحاجة لإضَافَة ليصبح “يقتل القتيل ويمشي في جنازته ويبيع جثته”، هكذا هو حال الإصْـلَاح الذي أرسل بعضاً من قياداته إلى الرياض لتأكيد مساندة العُـدْوَان على الـيَـمَـن، وأرسل البعضَ الآخر إلى تركيا وفي اسطنبول تحديداً للمشاركة في ما سمي “مؤتمر الإغَاثَة للشعب الـيَـمَـني”.

خطوةً بخطوة أيد حزب الإصْـلَاح عبر إعْـلَامه وتصريحات قياداته، بل وطالب العُـدْوَان بقصف المطارات ومحاصرة الموانئ، وبذلك انقطعت كُلّ سبل إغَاثَة الشعب الـيَـمَـني، ولكن ذلك لم يمنع الإصْـلَاح الرائد في هذا المضمار من جمع التبرعات في تركيا باسم الشعب الـيَـمَـني واستغلال معاناة الشعب في الكسب غير المشروع عبر التبرعات التي يجيد الإصْـلَاح تنظيمها عبر جمعياته المتهمة دَائماً باستغلال أَمْـوَال التبرعات باسم الشعب الفلسطيني والشعوب الآسيوية والإفريقية لأغراض حزبية.

ما يسمى مؤتمر إغَاثَة الشعب الـيَـمَـني الذي تنظمه ما تسمى “رابطة علماء المسلمين باسطنبول” وشارك فيه القيادي الإصْـلَاحي والأستاذ بجامعة الايمان محمد الصادق مغلس المراني الذي وقف أمام الحضور للتسول باسم الشعب الـيَـمَـني وبدعوى إغاثته، ولكن وبحسب مصادر خاصة فإن المراني شرع في تأسيس قناة فضائية سُميت بقناة “القناة” وَالتي ينوي بحسب المصادر استغلال أَمْـوَال التبرعات في تمويل القناة المذكورة.

في بيان المؤتمر الختامي الذي خُصِّص بنداً فيه لشكر النظام السعودي على شن العُـدْوَان تحت شعار “عاصفة الحزم” ويشكره أَيْضاً على ما أسماه “جهود المملكة الإنْسَـانية والإغاثية”، وإذا كان العدو السعودي وبحسب الأمم المتحدة قد منع عمليات إغَاثَة الشعب الـيَـمَـني وكرر تدمير المطارات، ولذلك وعلى طريقة إغَاثَة الشعب الـيَـمَـني من قبل السعودية عبر منع عمليات الإغَاثَة فإن الإصْـلَاح يجمعُ اليوم الأَمْـوَالَ باسم إغَاثَة الشعب لتمويل نشاطاته الخارجية.

وحين نقول: إن حزبَ الإصْـلَاح رائد في مضمار استغلال القضايا العربية والإسْـلَامية في طريقه لاكتساب الأَمْـوَال فلم نجد طرفاً حزبياً أَوْ دينياً يشهد للإصْـلَاح بأنه يستغل أَمْـوَال التبرعات في طريقها السليم، فأحد إعْـلَام السلفية في الـيَـمَـن ويدعى أبوصهيب عبدالعليم المشرع الصلوي في بحث نشرته شبكة العلوم السلفية على الانترنت يقول رداً على تساؤل “أين تذهب هذه الأَمْـوَال التي تُجمع لفلسطين في الليل والنهار وعلى مدد من الأعوام من كل البلدان من قبل الإخْـوَان –حزب الإصْـلَاح؟. أقول له أزيدك أمراً وهو تجد أحدَهم مستعداً أن يفتي بالضلال من أجل جمع الأَمْـوَال باسم فلسطين المسكينة التي جعلوها مصدر كسب لهم انفتح لهم باب غيرها ذهبوا إليه وإن أغلق رجعوا إلى قضية فلسطين وعندهم أساليب كثيرة لجمع الأَمْـوَال كل وقت يأتون بأسلوب فمثلاً ما حصل عام 1431هجرية في صنعاء في مسجد بلال أن خطيب المسجد حثهم على النفقة ثم قال نجمع المال الآن –يعني وقت الخطبة قبل الصلاة حرصاً على أن لا يخرج أحد إلا وقد دفع -، انظر أخا الإسْـلَام النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول (من مس الحصى فقد لغى) وهذا لا يبالي تبطل الخطبة أم لا ثم قال: لهم بعد ذلك الفتوى تتجدد نعوذ بالله من الخذلان، ما أجرأهم على الله، وجمعوا في ذلك اليوم الملايين كما جاء في الصحف من مسجد واحد فكيف بغيره من المساجد وكيف من غيرالـيَـمَـن”.

  • الغاية تبرر الوسيلة منهجٌ انتهازي يختص به الإصْـلَاح

ويرى الكاتبُ والناشط الاشتراكي أنس القاضي أن الإصْـلَاحَ كحزب لا توجدُ لديه رؤية اقتصادية قبل أَن يكون لديه موقف وطني، وأن “قاعدته الشعبية هي فقراء الجمعيات الخيرية التي لا يسعى لتحريرها بل لجعلها مرتبطةً بصدقاته”.

ويضيف القاضي أن حزبَ الإصْـلَاح يصر “على استغلال حاجة الناس المعيشية من اثر العُـدْوَان الذي أيَّده، بجمع التبرعات للنازحين والمحتاجين، وهذا أشد أشكال الاستغلال السياسي لجُوع الناس، بل لجوع الناس الممزوج بأكوام اللحم البشري والشظايا”.

ويذهب القاضي إلى أبعد من ذلك حين يقول: إن هذا الحزب عنده الغاية تبرر الوسيلة، يفقد في هذه اللحظة التاريخية ما تبقى من شرعية اجتماعية لبقائه ولا أقول شرعية قضائية أَوْ سياسية، انه ينحط اجتماعياً يسترزق بأشلاء الوطن ويجعل من العُـدْوَان مصدر ريع ليراكم رساميله الطفيلية يجعل من العُـدْوَان سُلماً للتسلق السياسي، حزبٌ يفقد هذه الأخلاق الاجتماعية في تعامله مع مجتمعه، حزب لن يعيش طويلاً.. كما أَن هذه الأشكالَ الاقتصادية الطفيلية لن تستمر طويلاً في الوطن، فالجانب الآخر للعُـدْوَان على الـيَـمَـن هو إعادتها لهيمنة صناديق الإقراض الرأسمالية” .