ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه

محمد-فايع2
 محمد فايع
حقيقة لا ريب فيها هي أن المؤمنين وليس أي مؤمنين هكذا لمجرد الإيمان الاسمي بل المؤمنين الصادقين وحدهم من يعرفون من يعتمد عليه ومن لا يعتمد عليه لان المؤمنين الصادقين بثقافتهم القرآنية بمسارهم الإيماني العملي ومن واقع تجربتهم في مسيرتهم الحياتية الإيمانية الجهادية هم من يميزون حقا الخبيث من الطيب وليس إي مؤمنين لمجر الاسم والانتماء.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه فصل في هذه المسألة ومما بينه أن التميز الحقيقي لا يحصل في أجواء الانتصار لان الجميع يكونون تحت اسم مؤمنين وبالتالي يكونون كلهم مدعين أنهم مخلصون وكلهم مؤمنون وكلهم صادقون وكلهم ثابتون وكلهم في نفس الاتجاه وإلى آخره ،مبينا انه في أجواء الانتصارات قد يحصل عملية خداع وكأنهم يخادعون الله ويخادعون الذين آمنوا
ولفت الشهيد القائد إلى أن مجتمع المؤمنين أي المجتمع الذي هويته هذه ومنتمي إلى هذا الاتجاه الإيماني قد يكون في الداخل يوجد فيه هذا الخليط : وفي هذه الحالة قد يدخل ناس خبثاء، أو يخبثون من بعد لذلك تأتي أحداث ومواقف تميز الخبيث من الطيب لان الله يقول كسنة إلهية {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيْزَ الْخَبِيْثَ مِنَ الطَّيِّبِ}وإيجابياتها بان تكشف تلك الفئة الخبيثة حيث يظهر من جانبهم أشياء فيحصل تبكيت لهم، يحصل توبيخ لهم، يحصل حذر منهم لكن ممن ؟
يوضح السيد هنا بان الحذر لا يحصل فقط إلا من عند المؤمنين الصادقين وللمستقبل في المسيرة يكونون أي (المؤمنين الصادقين)  بما هم عليه من وعي  إيماني قرآني  يكونون عارفين ويميزون تماماً بين من يعتمد عليه ومن لا يعتمد عليه.
إذا فان المسألة خطيرة إذا ما تركت لتقييمات ومعايير الذين في قلوبهم مرض وزيغ لهذا فصل الله في المسألة فقال جلا شانه (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلا من عند ربنا
وفي هذا توضيح هام جدا لقرين القرآن الإمام علي صلوات الله عليه حيث يقول في وصيته لكميل بن زياد النخعي (اَلْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ اَلدَّهْرُ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَ أَمْثَالُهُمْ فِي اَلْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ )الى ان قال (إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْماً جَمّاً وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً بَلَى أَصَبْتُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ مُسْتَعْمِلاً آلَةَ اَلدِّينِ لِلدُّنْيَا وَ مُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اَللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَ بِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ
هل تفهمون هذه ………..