نص كلمة فخامة الرئيس المشاط خلال لقائة بالأسرى المحررين

الجوف نت : 26 رمضان 1444هـ/ الموافق 17 أبريل 2023م نص كلمة فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى خلال لقائه أمس الأسرى المحررين: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين الحمد لله القائل:" إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِابَا". والقائل في كتابه "وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ". السلام عليكم يا ربيون أمتنا، أنتم أيقونة نصرنا ومصدر إلهام عزنا وفخرنا، أيها الأحرار في زمن العبودية أنتم رافعين الرؤوس في زمن الانكسار. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، في البداية أتوجه بالحمد والشكر لله ربنا على النعمة التي من بها عليكم في هذا الشهر الكريم، الذي تم خلاله فك أسركم أبارك لكم جميعاً أخوتي الأحرار. أبارك لكم جميعا فضل الله عليكم في هذا الشهر الكريم وفضل الله علينا في هذا الشهر الكريم، وأتقدم بالشكر للأخوة في لجنة الأسرى على ما بذلوه من جهود في سبيل تحقيق هذه اللحظة المباركة، وأن نرى الابتسامة على محياكم، وتشاهدون الابتسامة على محيانا فرحا بقدومكم، فأهلا وسهلا بكم أخوتنا الأعزاء الأحرار. أبارك لأسركم الفضل العظيم الذي نالوه في هذا الشهر المبارك، نحن كما يعلم الله كنا ولا زلنا نعيش الأجواء التي عشتموها، وكان السيد القائد يحفظه الله يتابعنا بشكل مستمر ويعطي لهذا الملف أولوية بالغة على كل الأولويات باعتبار الموضوع متعلق بالجانب الإنساني سواء أنتم أيها الأحرار أو أسرى الأعداء، هذا جانب إنساني كان يحظى بأولوية بالغة لدينا وبشكل استثنائي، وخضنا غمار هذا الموضوع لأكثر من أربع سنوات، وأنا متابع هذا الموضوع وألمس الحرص من السيد القائد على إنجاز هذا الملف وعلى عدم ربطه بأي ملفات أخرى. نحن وإياكم وجميع شعبنا اليمني وكل العالم شاهد المقارنة بين هذا الحرص وبين الذي رأيناه داخل صفوف الارتزاق، كانوا يسيسون هذا الملف ولا زالوا يسيسونه، كان هذا الملف لا يعتبر لديهم أولوية بقدر ما كان يعتبر مزايدة سياسية، كان كل طرف منهم باعتبارهم أطرافا متشظية لا يريدون إلا (س أو ص من الأسرى)، وكان كل فصيل منهم لا يريد إلا أقاربه أو المحسوبين عليه، أما نحن فقد أطلقنا شعار الكل مقابل الكل، وكنا كما يعلم الله ننظر إلى هذا الموضوع بشكل عام، ولا نميز بين أحد، فكلكم أخوتنا وأعزاء علينا جميعا دون استثناء. نحن في هذا المضمار خضنا كثيرا من العمليات العسكرية، ونقصد بها الضغط عليهم لننجز هذا الموضوع ويتم إعطائه الأولوية. أيها الأخوة، أنا أحاكي الظروف التي أسر بها البعض أو الكثير منكم ولاحظتم كيف كان الفارق، وكيف كانت رعاية الله معنا، كيف وفقنا بنصره ووفقنا بتوفيقه، أنتم تحصلون على هذه النعمة من الله في فك أسركم، وتشاهدون كيف أن الله سبحانه وتعالى قد غير المعادلة، ومكننا من بناء قوة عسكرية عملاقة ضاربة وجاهزة لتنفيذ أي عمليات لدحر العدا وكسر أطماعه. خرجتم أيها الأخوة ونحن نملك الترسانة العسكرية اللازمة لحماية الأرض والعرض، وفي مقدمها يدُنا الطولى في طيراننا المسير والقوة الصاروخية وكل الأسلحة اللازمة لدحر الغزاة والمحتلين، مكنكم الله من فكاك الأسر ونحن نملك أرضية صلبة نقف من خلاها لمواجهة ودحر الغزاة على كل شبر من تراب هذا البلد الطاهر، وهذه نعمة عظيمة يجب أن نشكر الله عليها جميعا. أنا وقفت فخوراً بمراسيم الاستقبال الرسمي والشعبي التي تمت احتفاء بقدومكم وقد تخلل هذه المراسيم قصص وأذرفت فيها الدموع من كثير منكم ومن كثير منا، كان هذا محط فخر واعتزاز وكان هذا مغذياً لديكم لتعرفوا أنكم أصبحتم هم شعبنا كل شعبنا، القيادة والشعب كان معكم. وفي هذا المقام أقول لكم أيها الأخوة الأحرار بأن تحافظوا على المكتسبات التي حصلتم عليها داخل سجون الغزو والاحتلال على سبيل حفظ القرآن من حفظه منكم فليحافظ عليه. حافظوا على ما حفظتموه من كتاب الله سبحانه، حافظوا على الروح الإيمانية التي اختليتم بها مع الله سبحانه وتعالى، حافظوا على الوجدان والأجواء الروحانية واللطف والعون والتأييد والتسديد الإلهي الذي لمستموه داخل معتقلات الاحتلال، هذه قيم يجب أن تحافظوا عليها لتكون حافزا لكم للانطلاق في مواصلة المسير. رسالتي لأخواني وأعزائي الأسرى الذين ما زالوا خلف قضبان سجون العدوان وأهاليهم الكرام، أعدكم وعد شرف أننا لن نهنأ بعيش وأنتم لا تزالون تحت الأسر وسنبذل كل ما في وسعنا بإذن الله. كما نطمئن أهالي هؤلاء الأسرى الذين لا زالوا في سجون الغزو والاحتلال، بأن كل أسير منهم هو أخي، وأتحمل مسؤوليته، وأتألم بألم أسرته وألم أبيه وأمه وأخيه، أنا أعيش أجواءكم، وأحترق بحرارة شوقكم إلى أهلكم، هذا دافع لي ووعد بأن نبذل نحن والأخوة المختصين في لجنة الأسرى كل ما بوسعنا بإذن الله سبحانه وتعالى حتى يتحرر كامل أسرانا. فأنتم ومن بقي في الأسر في وجدان هذا الشعب كل الشعب، وفي أولويات قيادة هذا الشعب، وأسأل الله سبحانه وتعالى لمن تبقى منك الفكاك من الأسر والفرج، ولنا جميعا العتق من النار في هذا الشهر الكريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.