الاصلاح يتجه لفك ارتباطه بالسعودية بحل قواته – تقرير

تقرير الجوف نت

تتصاعد الدعوات الرسمية وداخل جناح الاخوان في هادي لحل ما يعرف بـ”الجيش الوطني”، فهل هي محاولة للتغطية على هزائمه والفساد المستشري بداخله أم توجه للانقلاب على السعودية بدعم قطري – تركي؟

صالح الجبواني، الوزير في حكومة هادي، كان ابرز الداعين لهذه الخطوة وأن صاغها بطريقة اكثر تأدبا بالمطالبة بتشكيل “كتائب مقاومة” وهذه الدعوة اصلا امتدادا لدعوات قيادات في الاصلاح خصوصا التيار الموالي لقطر وتركيا. وهي بالأساس انعكاس للتفكك الذي طال فصائل الاصلاح مؤخرا سواء بتقدم قوات صنعاء في معاقله بنهم ومأرب والجوف أو بالتفكيك الداخلي الذي ترعاه الامارات والسعودية في مأرب وبقية المحافظات.

يحاول الاصلاح الأن اعادة ترتيب اوراقه، وقد صحا على واقع مر بتجريده من مناطق سيطرته وتقليص نفوذه شمالا وجنوبا بالتخلص من عبئ “الجيش الوطني” ذاك الذي ظل اسماء وهمية على ورق تستعين بها قياداته على الاسترزاق، لكن وقد بينت المعارك الاخيرة في نهم والجوف ومأرب وقبلها عدن مدى هشاشة هذه الفصائل فقد حان لرمي هذه الورقة وذلك ما يعمل عليها الاصلاح منذ خسارته نهم والجوف.

هو الان يعيد تشكيل هوية فصائله بعزلها عن قوات هادي تلك المتعددة الولاءات ، وهذا يبرز جليا في تعز حيث اجرى الاصلاح تغير جذري في قيادة القوات العسكرية واخضعها مباشرة لقائده الاعلى في المدينة عبده فرحان سالم ومثلها في ابين والبيضاء.. لم يعرف بعد ما هي نية الاصلاح وخططه المستقبلة، لكن المؤشرات حتى الان تشير إلى أنه يتجه لنقل المعركة إلى عدن، معقل اتباع الامارات، انتقاما منها على اختراقها لجبهته في مأرب، ومن ناحية أخرى تنفيذ اجندة قطرية – تركية كما يزعم خصومه في الشرعية ذاتها تستهدف السعودية وتخلط اوراقها جنوب اليمن.

فعليا يبدو الهدف الاخير واقعيا وأن شابه بعض الغموض، فتركيا وقطر تنقلان منذ ايام اسلحة عبر البحر إلى قواته في شقرة، وضباط اتراك يشرفون على مناورات شبه يومية باتت تنفذها قوات هادي في هذه البلد الواقعة شرق عدن ، ومما يعزز النفوذ التركي – القطري داخل قوات هادي بدء الاصلاح استحداث معسكرات مطلة على باب المندب حيث تنتشر الفصائل الموالية للإمارات، وتلك المعسكرات التي تضم عائدين من الحدود السعودية دعا القيادي في حزب الاصلاح المقيم في تركيا لإنشائها مع تصعيد الحزب ضد الامارات في الساحل الغربي.

فعليا لا توجد قوات نظامية تابعة لما يسمى بـ”الشرعية” فكل الموجود هي مجموعة فصائل تدين بالولاء لرعاتها الاقليمين في ابوظبي والرياض، أو ما كان يعرف بالتحالف قبل انسحاب قطر، لكن الجديد أن قطر التي ظلت تعتمد على قوات هادي لتنفيذ اجندتها ضد خصومها باتت تدرك الان بأن نفوذها يتقلص مع استهداف التحالف للإصلاح والاطراف الموالية له، خصوصا مع بدء السعودية تنفيذ اتفاق الرياض الذي ينهي حضور الحزب في اي حكومة مستقبلية وهو ما يدفع الدوحة للبحث عن بدائل عسكرية وسياسية تبقى حبل النجاة للإصلاح مفتوحا ولو بقلب الطاولة على التحالف ذاته.

انتهت فقاعة “الجيش الوطني” بالفعل، لوم يتبقى للإصلاح سوى السير على خطى تيارات واحزاب اخرى شكلت ميليشياتها واصبحت تتاجر بهم في بحر فوضى الحرب على اليمن، وهو الان يعيد صياغة قواته بمفهوم أخر فهل ينجو هذه المرة أم أن ثمة مكائد تحاك ضده ، ذلك ما ستكشفه الايام القادمة في ظل المساعي الاماراتية – السعودية لإزاحته من المشهد جنوبا بعد استكمال تفكيكها شمالا.