علجٌ أذلَّ الأعزة..!‼️

بقلم/ مصباح الهمداني

أتوقف كثيرًا عند بعض المحطات، يعتصرني الألم، تعبث بي الأفكار، تتصارع داخلي الكلمات، يتمزق في أحشائي الشعور، تتعارك في ذهني الأسئلة.
هل يرى الآخرون ما أرى؟
هل تستعر قلوبهم كما أستعِر؟ هل تغلي شراينهم كما تغلي فيَّ الدماء؟ لماذا تجتاحني هذه الجائحة؛ كلما يممت وجهي نحو المرتزقة؟
سيقول أحدكم، ها أنت تجيب على نفسك يا مصباح، وتسميهم مرتزقة، وكل صفة راذلة لا تزيدهم سقوطًا، بل تُصبحُ #لوحة جديدة، في جدار #خيانتهم.
صحيح أنهم مرتزقة، وصحيح أنهم عملاء، وصحيح أنهم خونه، لكني أعرفُ حسبهُم ونسبهُم، وعلمني العلم أن لكل قاعدة #استثناء، ولكل جبل #قمة، ولكل قاعدة #قاع، ولكل شجرة بذرة، وقد تموت الأشجار وتبقى #العروق حية، والبذور #مهيأة، وحتى جسم الإنسان يتحلل في قبره، وتأكله الدود، وعوامل الزمن، لكن عظمة صغيرة كالبذرة تبقى صامدة، لا تطحنها الأيام، ولا تغيرها الأزمان، يسمونها #بالعصعص.
كل صورة، وكل موقف، يأتي من المرتزقة يزيدني كرهًا لهم، ويأسًا من صلاح حالهم، مع أني لا أؤمن باليأس، ولا أعترفُ بالمستحيل.
لقد زار غريفيث #صنعاء مرارًا وتكرارًا، وفي كل مرة يلتقيه رجال دولة، بزيهم الوطني الوطني، وتقفُ #الجنبية شامخة على صدور #الشامخين، ويرفرف #العلم اليمني في حضرة الغريب و القريب.
وبالأمس ذهب #المبعوث إلى #مارب، وما إن وصل خبر زيارته، حتى اكتحل #العرادة، و #صبغ شعره، وخلعَ #زيه_الوطني، ولبس بذلة إفرنجية، وشد خصره بحزام جلدي، وقلتُ في نفسي، قليل إلفٍ وعقل، لكنها أمور سهلة، ومظاهرٌ مهملة،
لكن قاصمة #الظهر، ومدمرة #الرأس، وفاجعة #الزمن، حينما شاهدته وقد جلسَ في مجلس وثير، يتصدره ضابطٌ #سعودي، وعلى يمين الضابط، يجلس #المبعوث.
يعثر العرادة، كجيفة منتنة، ويستقر بحقارة على يسار الضابط السعودي. ومع أن بصري 6/6 إلا أني قربت الفيديو، وتأملتُ المكان جيدًا.
المبعوث جاء بسيطًا كعادته، فلا ربطة عنق تخنق رقبته، ولا حزام ضاغط يلملم كرشه، وعلى وجهه ابتسامة ساخرة، من البعير العاثر أمامه، وقد لبسَ غير لباسه، وتزينَ بغير أصالته. رفعتُ بصري أتجول في الصالة الفخمة، فرأيت صور محمد سلمان وأبيه وجده الملعون، أدرتُ بصري في كل مكان، لعلي أجد صورة #الدنبوع، فلم أرَ، اصطدمت عيني ثانية #بالعلم_السعودي، ووجدت بصري يبحث عن #علمي فارتد بصيرا.
الاجتماع في مارب، في قلب #التاريخ، في أعماق #الزمن، في قلب صفحات #القرآن، في منبع جنة #سبأ، في وسط ميدان #القوة و #البأس…
ماذا جرى؟ أو بالأصح ماذا يجري؟ من سلبَ الرجالَ #رجولتهم؟ من نزع #نخوتهم؟ من غطى وجههم #بسروال مؤسس جارة السوء ؟ من أعمى أبصارهم وبصيرتهم؟ من سكب على لحاهم #الذلة؟ من لطخ وجوههم #بالمهانة؟
قبلها في #الإمارات سلبوهم #جنابيهم، وفي #الساحل نزعوها وأدخلوهم حفاة، واليوم بلا #جنبية، وبلا #علم، وبلا #رمز، وبلا #هوية، وبلا #احترام، وبلا تقدير…في قلب #مارب.
لا تلومونا على حب #السيد_القائد ورجاله العظماء، فوالله أن أحذيتهم تساوي ألف ألف لحية رخيصة من لحاكم المزيفة، ووالله أنهم يمثلون #العزة و #الكرامة، و #الشموخ و #الإباء، و #العروبة و #الكبرياء، و #التاريخ و #الزمن.
يا أبناء مارب الشرفاء، يا قبائلها النبلاء، يا رجالها العظماء: أيرضيكم رؤية ما رأيناه؟ أيثيركم ما شاهدناه؟ أتنام مروءتكم وعلجٌ سعودي يحكم مارب؟ أتغفوا أجفانكم وكبيركم ومحافظكم مجرد موظف صغير، يستدعونه كجرذٍ جائع ذليل، لا يهش ولا ينش في حضرة البعير السعودي.
أنتم أكبر من هذا المستنقع، وأكرم من هذا الموضع، فمدوا أيديكم لمن ترونهم رؤيا العين، من أشبال وأسود اليمن، لنطرد جميعًا، هذا الغازي القبيح، والمتكبر الكسيح، عن عقر دار الأصالة والتاريخ.