إلى أين تتجه الأزمة الخليجية القطرية ؟!

بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي .
يخطئ كل من يظن أن بيان إجتماع دول المقاطعة لقطر قد جاء دون المستوى المتوقع، فالإجتماع ضم وزراء خارجية دول المقاطعة وليس وزراء الدفاع، وبالتالي فمن الطبيعي أن يغلب عليه لغة الدبلوماسية لا اللحرب !
من يقرأ البيان جيداً وبتمعن يدرك جيداً أن دول المقاطعة على ضوء آخر معطيات الأزمة لا يريدون استهداف قطر بقدر ما يريدون استهداف نظامها الحالي واسقاطه وبالتالي فإن خططهم القادمة ستكون قائمةً على هذا الأساس وذلك إما عن طريق عمليةٍ عسكريةٍ خاطفةٍ ومحدودة أو عن طريق عمليةٍ استخباريةٍ نوعية يستطيعون من خلالها إسقاط النظام القطري بدون أن يحدث تصادم مع القوات التركية أو حتى أي احتكاك عسكري .
قطر بدورها وعلى ما يبدو لا تزال تأمل في احتواء هذه الأزمة سياسياً ولذلك نرى أن إعلامها لم يفتح النار بعد على دول المقاطعة بنفس المستوى أو الكيفية التي هي عليه وسائل إعلام دول المقاطعة عدا طبعاً عن بعض المناوشات الإعلامية التي تصدر ما بين فترة وأخرى !
يبدو أن قطر لم تعد تثق أو تراهن على قاعدة العيديد في حمايتها لها كما كان مأمولاً منها بحسب ما أورده أمير قطر في تغريدته الشهيرة التي أشعلت فتيل الأزمة، وهذا بالطبع ما يفسر لجوء قطر للاستنجاد والاستعانة بتركيا، كما يفسر أيضاً إشتراط دول المقاطعة خروج القوات التركية من قطر وعودتها إلى بلادها كاحد أهم شروط الحل السياسي للازمة .
من الواضح أن تحركات قطر الدبلوماسية والاحترازية السريعة قد أربكت دول المقاطعة وأجهضت مخططها الذي أعدوه مسبقاً لها الأمر الذي خلق نوعاً من التذمر لدى دول المقاطعة وخصوصاً السعودية والإمارات والتي تشعران بشئٍ من الإهانة بعد أن وجدوا أنفسهم فجأةً عاجزين عن تنفيذ مخططهم بسبب الإجراءت القطرية التي اعتبروها بحد ذاتها مستفزةً وتآمرية، وبالتالي فإن السعودية والإمارات ومن منطلقٍ استعلائي تكبُّري لا يمكن أن تمررا لقطر ذلك وأن الأزمة في إتجاهها إلى مزيدٍ من التعقيد .
بإختصارٍ شديد لقد أصبح جميع أطراف هذه الازمة اليوم في مأزقٍ خطير جداً، فالجميع قد تجاوزوا مرحلة تقديم التنازلات واسترضاء الآخر وبدأوا مرحلة عض الأصابع بإنتظار من سيصرخ أولاًً !

#معركة_القواصم