(( ويشترون به ثمنا قليلا )) علماء المسلمين بين المسئولية والكتمان … زيارة ترامب تفضحهم

 . بقلم د.يوسف الحاضري

abo_raghad20112@hotmail.com

جرت العادة منذ بداية العصر الإسلامي وحتى اليوم أن الشعوب الإسلامية ترهن عقولها كاملة لمن يطلق عليهم (علماء الدين) ، حتى أصبح الإنسان في هذه الشعوب لا يأكل إلا بالطريقة التي يراها العالم ولا يشرب ويتزوج ويتاجر ويتعلم ووو إلا بالاسلوب الذي يوصفه العالم ، من منطلق أن العالم يتردد دائما على المسجد ويمتلك صوت جميل ويحفظ مؤلفات علماء سابقون له بقرون من الزمن ، فيجد الساسة ان اتباع العلماء يفوقون اتباعه فيسعى لإحتواء العالم عبر تزاوج سياسي ديني يهدف لحفاظ بعضهم على بقاء البعض من خلال أستعمار عقول الشعوب وجعلها خاضعة للساسة عبر العلماء الذين يأخذون نصيبهم في الحكم فيتم تفصيل الدين على الجسد السياسي تفصيلا دقيقا وتطويع القرآن كلماتا وحروفا ليخدم الحاكم وما عجزوا عنه عبر التلاعب بالقرآن (تفسيرا) أتجهوا لإستحداث آلاف الأحاديث نسبوها للرسول ليتم من خلال الأحاديث المكذوبة إخفاء حقيقة القرآن الكريم بما يصب في مصلحة الحاكم حتى وصل بهم الأمر إلى ان يجعلوا من الحاكم معصوما ويفعل ما يريد دون ان يسأل كما في هذه الأحاديث المكذوبة (أطع ولي امرك وإن جلد ظهرك وأخذ مالك) وغيرها التي يكتظ بها كتب التراث الإسلامي ، لذلك اصبحت مهنة عالم أكثر المهن التي تقرب صاحبها من صناع القرار وتدر عليهم بالأموال الغزيرة لذلك تسابق إليها كثير من أصحاب النفوس الإنتهازية المادية الجشعة التي جعلوا الدنيا وزينتها ومتاعها نصب أعينهم ، فلو راجعنا تاريخنا الإسلامي كاملا منذ العهد الأموي و حتى اللحظة هذه سنجد ان أكثر من 90% من العلماء كانوا أغنياء ويمتلكون ثروات كبيرة لا تعكس زهدهم في الدنيا رغم انهم قضوا جل حياتهم في الكتب التي تدعو للزهد وللورع وللأبتعاد عن الدنيا وزخرفها وعن الإنفاق والصدقة والزكاة وغير ذلك ، وللمثال على ذلك تعالوا فتشوا اليوم بين علماء العالم الإسلامي من أقصاه إلى اقصاه وكم ستجدون بينهم علماء يتمتع بالصفات التالية:- –

صفة البعد عن الساسة وعدم الإرتباط به -صفة المال القليل الذي يتناسق مع كفايته اليومية –

صفة الوقوف بحزم وعزة وقوة في وجه الساسة الظالمين مستندا على قوة وحزم وعزة العلم القرآني الذي أضفى إليه صبغة (عالم)

سنجد أن هؤلاء يكادون لا يرون بالعين المجردة ، فمملكة آل سعود بعد زواجها بالوهابية جعلت كل متبعي الوهابية من علماء أثرى الأثريا فأغمسوهم في ثروات الدنيا حتى عميت قلوبهم وأبصارهم وتغلفت تماما فأصبح حلال الدين كما يريده الملك وولي العهد وبلاطه ، وأصبح الحرام كلما يضج من سكينة وهدوء وراحة بال الملك ومن حوله ، ولك ان تتأمل بعمق في ملامح أي خطيب او إمام للمسجد الحرام وسوف تجد أي جهنمية تكسو هذه الوجوه وكأن الشيطان نفسه لابس قناعا بشريا ، وكذلك علماء الأخوان المسلمين في اقصى الارض إلى ادناه وهل ستجد منهم يقول (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) أو يقف بحزم وقوة في وجه الحاكم الظالم مستندا على الحق وليس على هدف الحزب والتنظيم الذي يتبعه كما حصل في اليمن عندما تقلب هؤلاء العلماء عشرات المرات في قضية واحدة ، فقد كفروا الاشتراكيين ثم تعاطفوا معهم ثم شاركوهم الثورة ثم تصارعوا معهم ثم تحالفوا معهم ضد اليمن والان يتقاتلون مع بعضهم في الجنوب ويقاتلون معا ضد الشمال ، وكيف تعاملوا مع أنصار الله كيف تصارعوا معهم في صعدة وكفروهم وشنوا عليهم 6حروب تحت مظلة السلطة ثم تشاركوا معهم ثورة 2011م قبل ان يسرقوها ويستولوا على السلطة ثم يحاربونهم في دماج ثم يؤلبون العالم ضدهم الان ، وكيف تعاملوا مع السعودية كيف كانت حليفة لهم في التسعينيات ثم عدوة لهم في بداية الألفية ثم صديقة ضد انصار الله في صعدة ثم عدوة لهم في 2011 ثم صديقة لهم بعدها ثم عدوة لهم في 2014م ثم تعلن السعودية وامريكا تصنيفهم جماعات إرهابية والان هاهم يتواجدون في السعودية ويقاتلون ابناء اليمن تحت حلفهم ، وايضا علاقتهم بالقدس ثم بامريكا وقس على ذلك كل قضاياهم التي يتقلبون تقلب الحرباء لأجل السلطة والمال والثروة وليس لشيء آخر دون الألتفاف لما قاله الله ومايرضيه او يسخطه ، فيكتمون ما أنزل الله من الحق ويخفون ما يريدون ويظهرون ما يريدون حسب أهدافهم الدنيئة كما يقوم وقام به رهبان وقساوسة وعلماء اليهود تماما ، فجعلوا من كتب الله والبينات التي فيه تجارة للربح والبيع والشراء فأنتقلت هذه العدوى المادية من الوهابية التي تسيطر على البيت الحرام والحرم المدني ليجتاح الأزهر الشريف والقدس وكثير من منابر العلم حتى اصبح العالم يبحث اول ما يبحث عن الطريق الأسهل والاسرع لمكتب الحاكم وكيف يرضيه ليحصل على الثروة ويتزوج 3 و4 نساء وياكل ألذ الأطعمة ويركب ارفه السيارات ويسكن في أضخم المنازل وهذا كله لا يأتي بدون مقابل بل بمقابل كبير جدا وهو (عرض الحياة الدنيا).

كل هذه المعطيات وهذه النفسيات التي توارثها العلماء جيلا بعد جيل أنتج لنا اليوم وفي هذه اللحظات التاريخية العظيمة في تاريخ العرب والمسلمين علماء أكثر انبطاحية وكتمانا للبينات والهدى والحق الذي أنزله الله في القرآن اكثر مما قام به علماء اليهود والنصارى في توراتهم وإنجيلهم ، وانكشفت آخر عوراتهم في هذه الايام العظيمة المباركة من أيام الله ، أيام صراع الحق كاملا ضد الباطل كاملا ، فقد أفتى الجميع من مكة إلى المدينة إلى القدس إلى الازهر إلى إلى إلى بمباركة عاصفة الحزم التي تقودها السعودية الثرية كاتمين الحق ومشتريين به دولارات السعودية رغم معرفتهم التامة بانها حرب تخدم اليهود والماسونية الصهيونية وتدمر اليمن ارضا وشعبا وهذا بالفعل ماهو واضح للجميع بعد789يوما من العدوان على اليمن ، ولم نسمع منهم جميعا ضرورة أيقاف الظلم ضد ابناء فلسطين المحتلة الذي يقبعون تحته منذ 70 عاما ومازالوا ، ونجدهم تكشر انيابهم ويشمرون ثيابهم عندما يكون المستهدف شعبا يشكل خطورة فكرية وفطرية ودينية على الصهاينة والأمريكان كسوريا ولبنان واليمن .

زيارة ترامب (رئيس الولايات الأمريكية الماسونية) اليوم لأرض الحرمين قشع كل ما تبقى من اي ضبابية على هؤلاء العلماء فزيارته كما يعلمها الجميع وكما اعترف بها هو نفسه لأجل أستنزاف الثروات العربية وفرض الجزية على المسلمين وتشكيل جيشا من ابناء وثروات العرب ليقاتلون تحت رايته وفي سبيله ولتثبيت الدولة اليهودية في الاراضي الفلسطينية العربية وفوق المقدسات الإسلامية ، فلم نجد حتى همسا من هؤلاء العلماء (إن استثنينا علماء اليمن المقاومون وعلماء لبنان الصمود وبعضا من علماء العراق وسوريا وغيرهن) بيد ان علماء الحرم المكي والنبوي والقدس والأزهر وبقية الاماكن العظيمة أنطلقت السنتهم قبل اقدامهم لمباركة الأمر والتمني ان يصبح اميرا لهم وحاكما يحتكمون بأمره (وهو قد اصبح كذلك) وسيكتوي جميعا بناره

. – هناك ثلة من العلماء مازالوا صامتين خلال فترة العدوان على اليمن ومازال صمتهم مستمرا حتى في اللحظة التاريخية التي يصفونها بزيارة ترامب للسعودية فهؤلاء أشد وألعن من الذين يبيعون التوجه الديني للحكام بثمن بخس لأن هؤلاء ايضا أضلوا ويضلون كثيرا من الناس ويجد فيهم كثيرا من المنافقين المنبطحين الهاربين من حقيقة المواجهة يجدون فيهم ملاذا للهروب مستندين على صمتهم . –

هؤلاء علماء ينطبق عليهم قوله تعالى ((إن الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ))

وقوله تعالى (( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ،،، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما اصبرهم على النار )) نعم ساكتفي بالتهديد الرباني الذي جاء على شكل استغراب (( فما اصبرهم على النار ))

#د_يوسف_الحاضري