فبأيِّ هزيمة بعدها ينتهون.!

 

د.أسماء الشهاري
إنَّ انتصار حلب وتحررها جاء بعد ست سنوات من حرب ضروس طاحنة لا يتسع المجال لذكر كل ما دار خلالها من دمار و مآسٍ تُدمي المآقي قبل القلوب لا حصر لها و التي تجردت فيها المجاميع التكفيرية الوهابية بقيادة و رعاية السعودية خصوصاً حتى من القيم التي قد تحكم الوحوش فيما بينها.!

لكن مشاعر الكبر و العنجهية المذبوحة على أبواب مدن الشام رأت أن تستعيد شيئا من كرامتها المهدورة و أن تحفظ شيئا من ماء وجهها المراق على أبواب صنعاء..

و حتى تقول لأربابها من دون الله أنه لا يزال بمقدورها أن تنفذ شيئا من مخططاتهم الشيطانية تحت إشرافهم طبعاً و حتى تستطيع أن تعوض من خساراتها الفادحة و أن تخفف أيضاً من سخطهم عليها و على شركائهم في العمالة و الانبطاح..

ليست هذه المرة الأولى التي تأتي فيها السعودية بكل ثقلها على منطقة من مناطق المواجهة مع أبطال الجيش اليمني و لجانه الشعبية..و لكن الجديد أنها تحاول في كل مرة أن تبذل جهداً فوق العادة و أكثر بكثير من سابقاتها من المرات الماضية..

بإختصار شديد سياسة الأرض المحروقة هي أبرز ما قامت به السعودية في تصعيدها للمواجهات في نهم هذه المرة.. تغطية غير منقطعة و تمشيط مستمر بالطائرات التي ترمي بعشرات الصواريخ في كل لحظة إضافة هذه المرة إلى استخدام مفرط للقنابل العنقودية بصورة غير مسبوقة و جلب الآلاف من المرتزقة بزحوفات متواصلة و مستمرة لعدة أيام.!
و أمام كل هذا التصعيد و أطنان القنابل العنقودية المتساقطة من السماء.. هل وهن من في الأرض أو استطاعت السعودية و مرتزقتها من تعويض خسارة حلب.!

كعادتها أعمى عيناها الحمق والغرور على أن تستفيد من الدروس المتكررة ليكون مرارة الفشل و الخزي الذي حظيت به في حلب بعد عدة سنوات تحظى به في نهم صنعاء بعد عدة أيام فقط و ليشهد العالم جحافل أوهام مملكة الرمال تنهار و تتلاشى أمام ثلة من الأسود الحميرية الضارية التي تهجم على الموت و تلتهم النيران و تقتحم المستحيل ولا ينجو من بأسها غازٍ ولا عميل.. فأرض نهم برجالها الذين يقاتلون مع جبالها أشبه برمال متحركة تلتهم كل من يقترب منها والذي لا يزيده اندفاعه وطيشه إلا سرعةً في هلاكه و انتقاله من ظاهرها إلى باطنها..!

فإن كان العجب ممن يمتلك هذه الروحية و العقيدة القتالية و يصنع المستحيل بالقليل و يقهر أساطيل البغي والتضليل.. فإنَّ الأعجب ممن يصرّ على الاندحار والانتحار في كل مرة على تخوم نهم وبين أنياب حماتها و يتجاوز كل الأرقام القياسية في الهزائم والعويل.!!