اليمنيون لا يطلقون صفارات الإنذار !

بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي .
كرّارون غير فرَّارين – هكذا هم اليمنيون دائماً منذ فجر التاريخ، و لولا سيوفهم لما كان مستعربو الألفية الثالثة المتحالفون ضد اليمن اليوم يتحدثون العربية أو يدينون بالإسلام، فاليمنيون هم من فتحوا البلاد شرقاً و غرباً حتى وصلوا إلى تخوم فرنسا غرباً و إلى حدود الصين شرقا و هم مدد رسول الله (ص) إلى قيام الساعة بنص الحديث .
لا تُغيِّر معادلات موازين القوى من حقيقة أنهم رجال حرب شيئا، فهم أولو قوةٍ و أولو بأسٍ شديد، لا يعرفون للهزيمة طعما و لا للإستسلم مذاقا، و لهذا لا غرابة اليوم إذا ما واجهوا بكل شجاعةٍ و إستبسال و صمود عدوان أكثر من سبعة عشر دولة مدعوماتٍ من دولٍ عظمى دون أن تلين لهم قناة أو يفّل لهم صارم ..
هي حقيقةٌ لا يمكن إنكارها أن اليمنيين لا يمتلكون فعلاً نظام ” صفارات الإنذار ” ليس لأنهم لا يملكون ما يكفي من المال اللازم لتركيب و تشغيل هكذا منظومة أو أنهم لم يضعوا مسالة إنشاءها سهواً أو تقصيراً في برامجهم و خططهم العسكرية، و لكن يبدو أن عدم تركيب هذه المنظومة قد جاء من معرفة و إدراك القيادات اليمنية المتلاحقة بعدم جدوى تركيب مثل هذه المنظومة في وطنٍ مثل اليمن، فاليمني تأبى رجولته و نفسه أن يفر إلى الملاجئ هلعاً و خوفاً من أمام طائرات الغزو و العدوان و هذا ما أثبتته عشرون شهراً من العدوان أو يزيد .

فما أن يحدث إنفجارٌ هنا أو هناك إلا و أسرع المواطنون بإتجاهه رغم إستمرار تحليق الطائرات و علمهم المسبق من أنها في الغالب قد تعاود بعد دقائق قصف ذات المكان و قد رصدت لنا الكاميرات الكثير و الكثير من الحالات كاولئك الأطفال الذين لم يشغلهم قصف مكانٍ مجاورٍ لهم في العاصمة صنعاء رغم قوة الإنفجار و حجم ما ألحقه بالمكان من أضرار عن مواصلة إستمتاعهم بلعب كرة القدم و الإستمرار في المباراة التى كانوا يلعبونها غير آبهين بما حدث .
مائةٌ و خمسون ألف غارةٍ واجهها اليمنيون و وثّقُوها و احدةً واحدة و صاروخاً صاروخا، لم يفروا أو يختبئوا، كيف و هم يصعدون إلى أسطح منازلهم شغفاً لعلهم ينظرون ما قد تُسقطه (مريم) و أخواتها عليهم من حممٍ و دمٍ، أو يهرعون إلى أماكن القصف نجدةً لعلهم ينجدون طفلاً أو إمرأةً مازالوا على قيد الحياة أو ينتشلون جثةً من تحت أنقاض البنايات و المنازل ؟!
مائةٌ و خمسون ألف غارةٍ هي الأعلى في تاريخ البشرية كمّاً و نوعا لم تُرعب اليمنيين أو تجبرهم على اللجوء خارجاً بقدر ما أرعبت أصحابها و أجبرتهم على النزول من على الشجرة و التعاطي مع الأمر الواقع و الإعتراف به !
هكذا أثبت اليمنيون للدنيا بعد أكثر من عشرين شهراً من العدوان أنهم لم و لن يخضعوا للغزاة و المعتدين مهما إمتلكوه و إقتنوه من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال التصنيع العسكري و مهما إرتكبوه من مجازر و جرائم حرب بحق الشعب اليمني، فاليمنيون لا يخافون و لا يجبنون و اليمنيون أيضاً لا يفرون و لا يهربون و اليمنيون دائماً و أبداً لا يطلقون صفارات الإنذار !

#معركة_القواصم