الساقطون على أبواب الهزيمة .

بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي…
لن ينتصروا، ليس لأنه ينقصهم السلاح أو المال، فلديهم من السلاح و المال ما لو هجموا به دفعةً واحدةً لسيطروا على نصف الكرة الأرضية، و لا لأنه ينقصهم المقاتلين، فلديهم من شركات المرتزقة الأجنبية ما لو إستقدموهم لضاقت بأعدادهم الجزيرة العربية .
هم يمتلكون في حقيقة الأمر كل مقومات و عناصر الحرب لكنهم بإختصارٍ شديد يفتقرون إلى عناصر و مقومات النصر !! انهم ببساطةٍ شديدة يفتقرون إلى أخلاقيات الحرب و صدق مبررات شن العدوان .
يظنون أنهم باصطناع الإنتصارات الوهمية و الترويج لها عبر وسائل إعلامهم اللامحدودة سيضللون التاريخ و يخدعونه أو انهم بذلك قد اقنعوا الناس بمغالطاتهم التي لا تمت إلى ارض الواقع بصلة و كأن العالم لم يصبح بعد بفضل ثورة المعلومات كقرية صغيرة أسهل ما يكون فيها هو ان تنقل خبراً او تصف حدثاً حتى انهم و في لحظةٍ من اللحظات الحرجة عليهم لم يسعفهم غباءهم في ان يجدوا طريقةً لإستعراض بطولاتهم الوهمية إلا ان يستعينوا بمشاهد ألعاب (البلاي ستيشن) و التي لسوء حظهم قد سبق و شاهد لقطاتها تلك كل أطفال العالم تقريباً !
ليس لهم قضية عادلة، فقد شنوا العدوان لمجرد العدوان فقط و إستعراض العضلات تنفيساً عن أحقادٍ متراكمةٍ أوشكت صدورهم و نفوسهم أن تنفجر بها، و تلميعاً لصورة صاحب السمو الملكي الصغير و الطفل المدلل لوالديه .
لم يتوقفوا عن قصف الأهداف العسكرية، بل وصل بهم الحقد إلى إستهداف كل المنشآت و الموسسات المدنية و الخدمية الحيوية و ذهبوا أبعد من ذلك بقصفهم و إستهدافهم الممنهج و المنظم للمنازل و هدمها على رؤوس ساكنيها و كذلك مواكب الأفراح و مجالس العزاء !!
لم يتورعوا عن ممارسة كل ما إبتكره عقل الشيطان من أكاذيبٍ و أباطيل، فما أن يقولوا قولاً إلا و ينقضونه بآخر، فتارةً يحاربون بدعواهم المجوس و الروافض، و تارةً بإسم إعادة الشرعية المزعومة، و تارةً يحاربون دفاعاً عن أنفسهم و عن أمنهم القومي، و تارةً و هي الاخطر يحاربون دفاعاً عن الإسلام !! و بلحظةٍ واحدةٍ تتبدد كل هذه الدعاوى و الأباطيل، فإذا هم يعلنونها على الملأ صراحةً أن من كانوا بالأمس روافضاً و مجوساً هم إخوانهم و جيرانهم و أن لا خطراً يهددهم او يهدد أمنهم القومي و أن الحل ينبغي أن يكون حلاً سياسياً لا عسكرياً !!
بهكذا أخلاقيات و سلوكيات شنوا عدوانهم و أفرغوا شحنات أحقادهم على الشعب اليمني لأكثر من سنة، ثم يطمعون بعد ذلك أن ينتصروا !!
فهل ينتصرون ؟!!
لا أظن ذلك، فقد فعل مثلهم من قبل أبوجهل و حيي بن أخطب و كسرى و قيصر، فما إنتصروا و ما كانوا مُنظَرين !!
فليس بالضرورة أن تمتلك كل مقومات الحرب من عدةٍ و عتاد، بقدر ما يتحتم عليك أن تمتلك مقومات النصر ، و شتان بينهما !!

#معركة_القواصم