( الحكمة يمانية )

 

بقلم / د.أسماء الشهاري

في كل يوم نقول الحمدلله أننا في اليمن..

نعم الحمدلله أن جعلنا في اليمن و جعلنا يمنيين..

نحن نستشعر كم هو فضل الله علينا عظيم عندما اجتبانا فجعلنا يمنيين إضافة إلى كوننا مسلمين..

كل يوم يمر علينا نشعر أننا نزداد عزة و كرامة و رفعة و شموخا..

نشعر أنَّ للحياة طعم آخر مع الثبات و الصمود و تحدي المستحيل..

نشعر كم تكون رائحة الهواء زاكية مع التحرر من كل القيود..

نشعر أنَّ طعم النصر يكون خياليا عندما نُصارِع لأجله كل الوجود..

و بفضل الله و بنصره و بثباتنا
انتصرنا و تجاوزنا بعظمتنا كل الحدود..

ليس قليلاً ما لاقيناه و ليس بأقل منه ما صنعناه و ما فعلناه و ما أنجزناه..

ليس بقليل ما سيسطره التاريخ بأيدينا..و كم هو مُدهش و عظيم ما سنخلده و ما سنورثه للأجيال التي ستأتي من بعدنا.. و كم هو ثمين و قيّم ما علمناه و درّسناه للعالم أجمع..

ماذا كنت سأكون لو لم أكن يمنياً.. ما كنت لأريد أن أستبدل هذه المنحة الإلهية و لو أُعطيت العالم كله في يديَّ..

و سأقول بأعلى صوتي.. و سأرفعهُ صوتاً نديّا.. أنا الذي جاء العالم ليُذلني فوقفتُ حُرّاً أبيّاً.. شامخاً يمنيّاً..

نعم.. لم يُخفني تحالفكم.. و لم يُرهبني تكالبكم.. بل كنتم أنتم من خاف و ارتعب و مات بغيظهِ و هرب.. من عِزتي و شموخي.. و ها أنا لا أزال شامخاً أُعطي دروسي.. و تحت كبرياء صمودي كم هويتُم.. يا رجال الحرب دوسي.. لقنيهُم من دروسي..
و في كل لحظة.. سنقول لكل الحمقى.. هنا اليمن.. اعتبروا أو لا تعتبروا فنحن من سنجعلكم عِبرة.. فعلى صخرة صمودنا كم كُسِرت شوكتكم.. و كم نُكِست كِبرتُكم.. و كم فشلت مخططاتكم.. و كم تجندلت جيوشكُم….

لأنه هنا اليمن..
هنا أرض الإيمان و الحكمة.. فلا ورقة طائفية ولا عرقية ولا حزبية ستمررونها أو ستنجحون في استخدامها.. لا مؤامرات سعوصهيونية و لا مخابرات أمريكية ستجد من هذا البلد مكاناً خصباً لها.. بل هنا ستتم إبادتها.. و هنا سيتم الانتقام للإنسانية منها..

هنا شعب يعشق الكرامة و لا يستطيع العيش بدونها للحظة.. هنا رجال يبيتون في العرّاء يعشقون هواء الوطن و يعشقهم.. يحتضنونه و يحتضنهم..يقبلون ثراه.. و من فرط عشقهم لترابه فإنهم يسقونه من دمهم.. و تظل أرواحهم ترفرف فوق أرضه حتى بعد ارتقائهم لخالقهم..

هنا اليمن..

هنا تجلّت الحكمة في أبهى صورها.. عندما تكاتف الشعب ليدحر التحالف.. و اختلط دم الجيش و اللجان.. و اجتمع قلم الشاعر مع لوحة الفنان.. لتعزف بحب الوطن أعذب الألحان..

لِذا لن نقول.. نحن اجتمعنا الآن؛ لأننا مجتمعين بحب الوطن و من زمان.

لكن جاء الاتفاق بين المكونات السياسية الوطنية لِيُبارك هذا الاصطفاف و لِيزيد من قوته و صموده.. و ليقطع السبيل أمام كل المتآمرين و المتربصين بالنيل منه و من وحدة شعبه.. فهم يعلمون علم اليقين أنه لم يثبت ولم يصمُد إلا بوعي شعبه و بوحدة أبنائه .
و لذا يحاولون من بداية عدوانهم العمل على الدس و التفريق بينهم و على تحريك الورقة الحزبية و الطائفية المقيتة هنا أو هناك.. لكن هيهات هيهات.. أنّى لهم ذلك و هم أمام أعظم شعب في العالم لديه من الوعي و البصيرة و الحكمة و الإيمان ما شادَّ به المصطفى العدنان..

ها هم قد أصابتهم صاعقة من السماء باتّفاقِنا علناً أمام العالم أجمع.. رغماً عنهم و لغير حكمتنا لا لن نسمع،
و ها هو الشعب العظيم الشامخ الباذخ خرج بكل مكوناته و أطيافه اليمنية الوطنية الصامدة المنتصرة بعزة الله و عزة المؤمنين والمؤمنات ليبارك هذا الاتفاق و يؤيده و يعطيه الشرعية المطلقة؛ لأنه لا شرعية تُعلو فوق شرعية الشعب، المعانقين بهاماتهم العالية عنان السماء و الذين سطروا بصمودهم و وحدتهم و تكاتفهم أروع الآيات.. و التي باركها رب الأرض و السماوات.. فأذِّن للسماء أن تُرسل عليهم من المياه المباركة زخّات و زخّات.. و بأيديهم سيجعلون العالم يعرف معنى الحرية و قيمة الحياة.. و النصر آتٍ آت.

إنَّ هذا السيل البشري العظيم الهادر الهائل لن يوقفه شيء حتى يبتلِّع ظالمه.. بل و يُعيد رسم خارطة العالم بأجمعِه.