“أُسد اليمن أم الحديد.؟ “

 د.أسماء الشهاري

ماذا نقول عنكم يا أسد الله.. يا رجال الرجال؟ و كيف نكتب عنكم؟ بالأمس و على أرض مفتوحة.. و قد أعدَّ العدو عدته و هو يجهز لعمليته في حرض من أشهر عديدة و لديه من الأسلحة المتطورة و النوعية ما لديه.. جواً و بحراً و براً…

و بعد قصف جنوني و متواصل لساعات طويلة من طائرات الأباتشي و البوارج البحرية و المدافع على الأرض و على مساحات شاسعة و من كل اتجاه و مكان.. و مع تجهيزات برية رهيبة للإجتياح فيها العشرات من الآليات و المدرعات .. كنتم أنتم من اجتحتم الأعداء..

و نكلتم بهم بأسلحتكم المتواضعة و إمكاناتكم البسيطة.وأحلتموهم و كل عتادهم و عدتهم إلى كتلة حمراء ملتهبة؟ بعد عشرات الغارات من الجو و البر و البحر و بكل أنواع الأسلحة تتقدم جحافل العدوان و مرتزقته بتجهيزاتهم العسكرية الضخمة بكل ثقة للإجتياح و السيطرة ليكتشف أنه وصل إلى كمين محكم و يتحول هو و آلياته المتطورة إلى أجزاء متطايرة هنا وهناك.. فلا يبقى منه سوى جثث مبعثرة و آليات متفحمة..

و كما يقول أحد الأسرى أنه لا يعرف شيء سوى أن المنطقة تحولت إلى نار حمراء من كل مكان و غير النار لم يرى شيئاً!! يالهُ من إصرار على الإستمرار في الفشل و الإنكسار و جرّ أذيال الخيبة و الصّغار مرةً بعد أخرى!! و يالهم من رجالٍ أشاوس أحرار! و يالهُ من أمرٍ مُحير.. أبعد كل ذلك القصف عليكم تكونون أنتم أصحاب المفاجئة و بأيديكم تتغير المعادلة؟ و من أين خرجتم لهم هل من باطن الأرض أم نزلتم فوقهم ببأس الله من الهواء ..

أم أنكم ملائكة لها أجنحة من هيبة تُحلِّق بها في السماء!! يالَ عظيم بأسكم و صمودكم.. و شديد وطأتكم و بطشكم بكل من تسول له نفسه أن يتقدم شبراًً واحداً في أرضكم.. فتحيلونه و أوهامه إلى رماد.. كيف لا؟ وقد قال الجبار عنكم :”أولو قوةٍ وأولو بأسٍ شديد” و قال عن الحديد : “و أنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد” ولكن السؤال، أيهما أشد بأسكم أم بأس الحديد؟ و لماذا لا يصمد أي حديد أمام بأسكم؟