من باب “فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين” “وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر”

صلاح-العزي-660x330

بقلم / صلاح العزي 

لو طلبنا من أي أحد أن يصف لنا روحيات المجاهدين الأبطال المرابطين في الجبهات حسب توقعه الشخصي ،فلا شك أن الجميع سيصفونها بالروحية الإيمانية والارتباط الدائم بالله في كل الأوقات ، والتقوى والالتزام بتوجيهات الله تعالى والالتجاء إليه بالدعاء والتوسل والمداومة على الذكر والتسبيح والاستغفار والابتعاد عن كل ما ينهى الله عنه ،مع الأخلاق العالية والالتزام بالقيم والمبادئ الحميدة والإحسان إلى الناس ولا يوجد إحسان أعظم من أن يجود الإنسان بروحه ودمه لانقاذ الأمة من البغاة المعتدين.

ولكن لو عدنا إلى باقي فئات المجتمع المناهض للعدوان سواء القاعدين الذين ليس لهم أي جهد في معركة التصدي للعدوان أو حتى المجاهدين في الجبهات الأخرى غير القتالية مثل الجبهات الإعلامية والسياسية والاقتصادية والتوعوية والاجتماعية وربما حتى الأمنية و الثقافية وتأملنا الروحية التي يعيشونها في ظل هذه الظروف الصعبة لرأينا الغالبية منهم ولن اقول كلهم بل الكثير منهم يعيش روحية مختلفة تماما لروحية المجاهدين.

الكثير منهم يعيشون حالة جفاء مع الله تعالى وقطيعة معه قلوب طابعها النسيان والغفلة مبتعدين عن الباري جل في علاه ،فلا أخلاقهم أخلاق المجاهدين الذين يتعرضون ﻷشرس عدوان ،ولا قيمهم قيم المجاهدين الذين يشاهدون عظم فضل الله عليهم ،ولا دعاء لله ولا التجاء إليه وكأنهم في غنى عنه ،ولا استغفار ولا توبة وكأن الأمر لا يعنيهم ولا تسبيح لله ولا تعظيم وكأن الصمود والانتصارات لا تهمهم.

بل والأسوأ من ذلك أن بعضهم يعيش حياة أخرى يسودها الظلم والفساد والفسق والعصيان فلا يتقي الله ولا يعيش أجواء الحرب والمواجهة ،حياته ترف وأيامه معصية و أعماله تغضب الله رغم أنه يرجو من الله النصر على القوم الظالمين.

فلماذا هذا التناقض يا ترى؟

ألسنا جميعا أمة واحدة أمام الله تعالى المرابطون في الجبهات المختلفة وعموم المجتمع ، والعدو يستهدفنا جميعا المقاتلون وباقي فئات المجتمع ،والنصر من الله مطلبنا جميعا المقاتلون وغير المقاتلين ،وإذا كتب الله لنا النصر فسيكتبه للأمة جميعا كأمة واحدة في المتارس أو في المدارس ،وإذا أذن بتمكن العدو منا فسيمكنه منا جميعا كأمة واحدة القابضون على الزناد والبعيدين عن الميدان؟

هل يدرك كل منا أننا معنيون بالنصر ومطلوب منا جميعا الأخذ بأسبابه وأن نصحح جميعا وضعيتنا مع الله تعالى وأن نكون دائمي اللجوء إليه.

هل يدرك اللامبالون وغير المهتمين والمقصرون و الغافلون أنهم سواء بمعاصيهم وجرأتهم على الله وانتهاك حرماته ،أو حتى بمجرد غفلتهم عن الله وعدم اظهار الحاجة اليه وعدم الاهتمام بشكر نعمه ولا بتعظيمه وتسبيحه ولا بالاعتراف بفضله وقوته ولا بالالتزام بأوامره والاجتناب لنواهيه قد يكونون بذلك سببآ في خذلان الله لنا وفي تمكين العدو منا وفي تأخير النصر عنا وربما في خسارة المزيد من العظماء والشهداء …

نسأل الله أن يجعلنا جميعا ممن يخشاه ويتقيه ويخلص له العمل في السر والعلن وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يجعلنا ممن ينتصر بهم لدينه من عباده المخلصين المجاهدين الصابرين الصامدين لا ممن يؤاخذهم بتفريطهم وغفلتهم ،وأن يعجل بالنصر للشعب اليمني المظلوم وأن يهلك الغزاة البغاة المعتدين أمريكا وإسرائيل وال سعود وأعوانهم أجمعين وأن يمكن لشعبنا منهم ويجعلهم ومن معهم وما معهم غنيمة لعباده الصابرين الصامدين المؤمنين المستضعفين.