زوال السعودية بالإستعمار أو بالإنقلاب أو بالدواعش .. أم باليمن وحلفائها ؟؟!

 

index

بقلم / جميل أنعم

 

كما عوَّدنا الإستعمار وبعدَ الإنتهاءْ مِنَ المُهمَّة يتم تدوير أو القَضاء على أصنَافْ الإسلام السعودي التكفيري (دول – تنظيمات مُسلَّحة – تنظيمات سياسية) وليَتم صُنع أصناف جديدة من الإسلام السعودي التكفيري، تتلائم مع الزمان والواقع الجديد وبمهمات استعمارية جديدة، ثم التدوير أو القضاء، وهكذا حلقة إستعمارية صهيونية مُغلقة .

 

فعلى مستوى التنظيمات المسلحة، كان الأعراب البدو التكفيريين 1745م – 1818م، ومحمد علي باشا يقضي عليه .. ثُمَّ جيش الاخوان المسلمين 1913م – 1931م وبريطانيا تقضي عليه، .. ثم القاعدة افغانستان والمخابرات الأمريكية تقضي على العمود الفقري وتدويره واخراجه بإسم داعش … وكذلك أمريكا ستقضي عليه ثم تدويره إلى تنظيم أكثر فتكاً ؟!!

 

وعلى مستوى التنظيمات السياسية التكفيرية كان الإخوان المسلمين بالنكهة الأوروبية القاهرة 1928م – 1982م، وبإعتراف مصر بإسرائيل تم تدويره بالمراجعات الفكرية، حتى ظهر في ربيع 2011م، بالتنظيم العالمي للإخوان المُسلمين، ومهمته لا تزال مستمرة ؟؟ في جغرافيا الأنظمة الجمهورية، وحتماً بعد انجاز المُهمَّة سيتم تدويره بإسم جَديدْ وزمان جديد، وجُغرافيا جديدة .

 

وعلى مُستوى الدول كانت إمارة الدرعية التكفيرية 1745م – 1818م، والتي سيطرت على شِبه الجزيرة العربية بالكامل + أجزاء من العراق + أجزاء من الشام بالاحتلال العسكري أو بالجزية ومحمد علي باشا يقضي عليها بالكامل، والاستعمار البريطاني يعمل على تدويرها في سلطنة نجد ومملكة الحجاز التكفيرية 1922م – 1931م، والتي نَزعَ الاستعمار البريطاني منها الذراع العسكري التكفيري، جيش الإخوان المسلمين، وقام بتدويرها إلى المملكة العربية السعودية 1932م – 2016م، والتي من رَحِمها التكفيري خرجت إمارة طالبان أفغانستان والدولة الإسلامية التكفيرية في العراق والشام “داعش” والنهاية معروفة بعد إنجاز المهمة .

 

اليوم المملكة العربية السعودية، بقضها وبقضيضها، نظام سياسي وتكفيري واعلامي ومالي وعسكري عدواني ..الخ، حتى حقوقي وديمقراطي وانساني أصبح منبوذاً ومكروهاً من الشعوب العربية خاصة الجمهورية والمقاومة للصهيونية وأمريكا، حتى سلطنة عُمان والكويت والمفاجئة ستكون من الأردن !، وبخلفية الإشراف على مكة المكرمة والمدينة المنورة تاريخياً، وكذلك من الإقليم إيران خاصة مع تداعيات منع حُجَّاج إيران، والمفاجئة الأخرى من تركيا !، وأيضاً بخلفية تاريخية، وكذلكَ مِنْ التَنظيمات التكفيرية الظاهرة والباطنية، والتي يصفها النظام بالفئة الضالة، ولنا تذكرة بالمهدي المنتظر محمد القحطاني وجهيمان العتيبي الذين سيطروا على الحَرَم المكي نوفمبر 1979م .

 

وإذا سألنا ما مصلحة الغرب والصهيونية من إنهاء الحليف الأكبر لهم “السعودية” ؟؟.. في الحقيقة يوجد العديد من الأسباب الوجيهة، وباختصار أقول .. أن النظام السعودي نظام مُتخلّف وينتمي للقرون الوسطى .. لا ديمقراطية ولا أحزاب ولا حقوق إنسان وحاضن للإرهاب فكراً، وتمويل، وأصبح عِبئاً على الليبرالية الغربية وحان الوقت لاغتياله وبديمقراطية الطوائف كالنموذج العراقي واللبناني وبطابع جمهوري … ومن زاوية أخرى، يُرَى أن إنقاذ الإقتصاد الأمريكي المُنهار يتطلب السيطرة على ودائع النظام السعودي في أمريكا، والتي تُقدّر بألآف المليارات ولفترة زمنية طويلة 50 سنة بعدها تُعاد وبشروط مجحفة، وهذا لن يتم إلّا بزوال السعودية من الخارطة السياسية العالمية وإغراقها بالتناحر .

 

فبدأت أمريكا بانتقاد النظام السعودي علانيةً، وَبِرَسمْ بياني تصاعدي، تصريحات بالدور الوهابي في نشر الإرهاب في العالم، ودور أُمراء من بني سعود في أحداث سبتمبر 2000م، ووثائق بنما الملك سلمان ودوره في تبييض الاموال القذرة، حتى وصلنا إلى قمة الرسم البياني متمثلاً بسماح الكونجرس للعائلات المتضررة في أحداث 11 سبتمبر بملاحقة السعودية قضائيا، والكل يُدرك مغزى ذلك، وبصدوره مؤخراً يكون الرسم البياني للسعودية بدأ بالانحناء، ثم الهبوط، ثم زوال الدولة السعودية الإرهابية بقاموس الغرب، التكفيرية بقاموسنا، والتي سيتم تدويرها إلى شكل آخر، دولة أخرى وبمساحة جغرافية أقل، وتوزيع باقي الجغرافيا على صهاينة الأعراب، وبما يتوافق مع ظهور اسرائيل الكبرى، بعد إنتهاء مهمة النظام السعودي في الأنظمة الجمهورية، وتدمير الجيوش وخروج جغرافيا منها من سيطرة المَركِز في دمشق وبغداد وليبيا وصنعاء، لغرض فرض التقسيم، وبحرب ما قادمة إقليمية أو عالمية .

 

وتـبقى مهمة للنظام السعودي هي نقل السيادة الوطنية العربية القومية لجزر صنافير وتيران من مصر إلى الكيان الصهيوني، لأهميتها الاستراتيجية في زمن الحرب القادمة لإسرائيل الكبرى، وهي نقطة بداية النهاية الموجبة لزوال بل للتخلص من المملكة العربية السعودية وتاريخها الدموي بحق شعب الحجاز ونجد والإحساء والأمة العربية والاسلامية، وحتى الإنسانية العالمية، هذا الزوال يتحمل سيناريوهين إثنين لا ثالث لهما كالآتي :-

 

– السيناريو الاول:-

 

ومن قِبل الاستعمار وادواته، والذي سينتهي إلى تدوير المملكة العربية السعودية إلى إمارة او مملكة تكفيرية، وبإخراج جديد يختلف عن إمارة الدرعية وسلطنة نجد والنظام السعودي بالشكل، ويتفق معها بالمضمون التكفيري، تنحصر في جغرافيا محددة، قد تكون نجد فقط مع تقسيم الجغرافيا المتبقية الحجاز والإحساء وعسير وبأنظمة شبه ملكية موالية للغرب وإسرائيل، “ديمة خلفنا بابها !” مثل شعبي معروف ..

 

وهذا السيناريو قد يأخذ الاحتمالات التالية :

1- الإنقلاب: ومن داخل النظام، ضابط او أمير سعودي يسيطر يعلن الانقلاب والغرب يعترف، وتتفكك السعودية تماماً كما حدث مع الإتحاد السوفييتي السابق .

 

2- بالدواعش: تمكين الدواعش من السيطرة على أجزاء حيوية من المملكة، والغرب يصرخ إرهاب إرهاب، وتتدخل أمريكا وحلفائها والمحصلة تفكك السعودية إلى 3،4 إمارات موالية للغرب والصهيونية، والدواعش المنهزمين من سوريا والعراق الموصل والرمادي والفلوجة واليمن حضرموت، هم من سيسيطرون على السعودية .

 

3- أمريكا وحلفائها وبمبرر ما، مثلاً، دور السعودية في نشر الإرهاب في العالم أو احداث سبتمبر 2000م، وبإنزال محدود في الرياض وبقاعدة “مات الملك عاش الملك” تغيير النظام بأمير سعودي أو ضابط سعودي، يعقب ذلك تفكك السعودية تماماً كما حدث في “يوغسلافيا” السابقة، وهذا أسهل إحتمال وبالطبع الكيانات الجديدة موالية للغرب، وفي كل الإحتمالات فإن الزائدة الدودية “قطر” ستتوسع على حساب جغرافيا المرحومة السعودية، وتذكروا هذا جيداً .

 

– السيناريو الثاني :-

 

عكس ونقيض السيناريو الأول، سيناريو القومية العربية من اليمن والعراق وسوريا وحتى الأردن وسلطنة عُمان والكويت.. سيناريو الداخل الوطني والمتحالف مع المحيط العربي المتضرر من هذا النظام السعودي التكفيري، ولتخليص الأمة العربية والإسلامية منه وإلى الأبد، هذا السيناريو يبدو للوهلة الاولى مستحيلاً ومبالغ فيه، لكن بوجود الإرادة العربية سيكون مُمكناً، خاصةً إذا ترافق بصفعة قوية جداً وركلة أقوى وضربة رأسية مُسددة إلى الكيان الصهيوني، ضربات متتالية من جنوب لبنان حزب الله، ومن الجولان السوري بشار الأسد، ومن غزة المقاومة، حماس الخنادق حماس “محمد الضيف” .

 

وهكذا ستتحول هُدنة الأشهر الحُرم الأمريكية إلى أشهر التحرير للوطن العربي، من الكيان السعودي وملحقاته، والكيان الصهيوني وعُملائه، وامريكا الصهيونية الإمبريالية الإستعمارية .

 

ماعدا ذلك نحن على موعد مع سيد البيت الأبيض الأمريكي، وتداعياته التدميرية للعرب وامريكا والعالم، ولمصلحة إسرائيل الكبرى 2024م، عَلِموا أم لم يعلموا، الغرب وحدهم فقط هم من سيحررون بلدانهم، لا الإتحاد السوفييتي ولا روسيا ولا إيران ولا تركيا، و “ماحكَّ ظهركَ مثل ظفركَ فتولى انت جميع أمركْ” وعلى قاعدة “الغداء قبل العشاء” يا عرب .