التحركات السعودية في حضرموت تثير مخاوف الإمارات واستدعاء الزبيدي إلى أبوظبي


تصاعدت حدة التوتر بين الرياض وأبوظبي في محافظة حضرموت شرقي اليمن، مع اتساع رقعة الخلافات العسكرية والسياسية بين الطرفين، اللذين كانا في صف واحد خلال سنوات الحرب على اليمن، لاسيما في المحافظات الجنوبية.

وفي مؤشر على تعمق الأزمة، غادر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، عيدروس الزبيدي، الأربعاء، مدينة عدن متوجهاً إلى أبوظبي، بعد يومين من استدعاء مستشاره “أبو علي الحضرمي”، قائد فصائل “الدعم الأمني”، عقب تصاعد التوتر مع القيادات الموالية للسعودية في حضرموت.

وقالت مصادر سياسية مطلعة إن الاستدعاء الإماراتي جاء على خلفية تحركات سعودية عسكرية مقلقة في المحافظة النفطية، أبرزها التمهيد لمناورات لفصائل “حماية حضرموت”، بإشراف مباشر من وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، إلى جانب تجنيد لواءين جديدين في تريم والمشاقيص بقيادة عمرو بن حبريش العلي، رئيس حلف قبائل حضرموت الموالي للرياض.

هذا التحرك اعتُبر تصعيداً خطيراً من الجانب السعودي، أثار انزعاج القيادة الإماراتية التي سارعت إلى استدعاء الزبيدي والحضرمي لتدارس الموقف والخيارات الممكنة، خاصة بعد تهديدات الانتقالي باعتقال بن حبريش، مطلع الأسبوع الجاري.

ويطالب الحلف القبلي المدعوم من السعودية بإخراج الفصائل غير الحضرمية، خاصة الموالية للإمارات، من مديريات الساحل، في خطوة قد تُفجّر الوضع عسكرياً، وتهدد مستقبل سيطرة الانتقالي على تلك المناطق الاستراتيجية.

ويرى مراقبون أن السعودية تعتبر حضرموت عمقاً استراتيجياً خاصاً بها، وترفض منذ 2022 السماح بانتشار قوات “النخبة الحضرمية” الممولة إماراتياً في مديريات الوادي، مُفضّلة الاعتماد على “درع الوطن” – قوات سلفية دربتها الرياض.

في غضون ذلك، تعيش حضرموت على وقع احتجاجات شعبية غاضبة منذ أسابيع، بسبب الانهيار المستمر في الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية، فيما تستغل الفصائل الموالية للرياض وأبوظبي هذا الغضب لتعزيز نفوذها في المحافظة دون تدخل فعلي من الحكومة.