ضربة قاضية….!!

سامي عطا

 

بقلم الدكتور / سامي عطا

واشنطن تستولي على 750 مليار دولار اجمالي احتياطي السعودية !

سيقول بعضكم كيف?!

تعلمون أن الكونجرس مطروح أمامه للتصويت مشروع قرار يسمح بمقاضاة السعودية أمام المحاكم الأمريكية لوجود أدلة أكيدة بضلوع السعودية في عملية البرجين وكذلك تورط أشخاص من الأسرة الحاكمة من آل سعود في العملية!

وإذا تم تمرير هذا القانون فيعني أن الـ 750 مليار لن تغطي الخسائر وتعويضات أسر الضحايا، وأيضاً يعلم الجميع أن هناك أموال وأرصدة واستثمارات تخص أشخاص من آل سعود غير الاحتياطي الحكومي.

إضافة إلى الملاحقة القانونية الجنائية للأسرة الحاكمة الذين سيكونون مطلوبين دولياً للمحاكمة، وما يترتب على ذلك من آثار قانونية.

ولكن.. يحق للرئيس الأمريكي أن يعطل المشروع أمام الكونجرس .. وهذا المتوقع!!!!

سيقول بعضكم ما الفائدة إذاً من هذا المشروع، وكيف تستولي واشنطن على الاحتياطي السعودي إذا تم تعطيل مشروع هذا القانون?!!

– سأوضح لكم:

واشنطن تدرك أن السعودية تواجه أزمة مالية خانقة بسبب انهيار أسعار النفط والحرب على اليمن، ومن الطبيعي أن تلجأ السعودية إلى احتياطها المالي، وواشنطن طبعاً لا ترغب في ذلك.

أيضا لا يحق لواشنطن أن تمنع السعودية من التصرف من احتياطيها.

إذاً لا بد من حيلة ومبرر قانوني يتيح لواشنطن تجميد الاحتياطي السعودي تمهيداً لمصادرته!!

أوباما سيوقف القانون ولكن.. بثمن ..وشرط!

الثمن طبعاً سيكون التنازل السعودي عن جزء من الاحتياطي وهذا غير مهم بالنسبة للسعودية إذا كان كافيا لحل المشكلة.

والشرط .. سيرغم أوباما السعودية على عدم التصرف في الاحتياطي حالياً ريثما يتم معالجة الموضوع، ويعني ذلك أن واشنطن حصلت على جزء من الاحتياطي وجمدت الباقي!

أوباما سيغادر السلطة بعد شهور قليلة وجميع المرشحين للرئاسة يتعهدون انهم سيمررون مشروع القانون في الكونجرس إذا ما فازوا !!!

سيكون هذا القانون سيفاً مسلطاً على رقاب آل سعود بصورة دائمة وليس أمامهم إلا محاولة تأجيله عبر الرشاوي وضخ مزيد من الأموال لكل عضو في الكونجرس والشيوخ وكل موظف في الإدارة الأمريكية، وكل مرة بطرح المشروع للتصويت تكون السعودية في مأزق.

خلاصة الموضوع:

الاحتياطي “طحس” على السعودية، وحالياً لا تملك السعودية سندات الاحتياطي إلا إسمياً فقط، والأخطر من ذلك أنه لن يكفي آل سعود التنازل “وبدون ضجة” عن الاحتياطي الحكومي كاملاً، بل سيصل الأمر إلى تنازلهم عن ثرواتهم الشخصية التي في أميركا، وبعد أن يخسروا كل ما حوشوه خلال أكثر من ثمانين سنة سيتوجب عليهم أن يدفعوا رشاوي واتاوات للأميركيين من عائدات النفط كل يوم بيومه!!!

سيظلون في كفاح لتأجيل مشروع هذا القانون طول حياتهم الذي سيظل سيفاً مسلطاً على رقابهم ليس أمامهم كل يوم إلا تأخير سقوطه إلى اليوم الذي يليه.

ولكنه في الأخير.. سيسقط على رقابهم حتما!!!