إضراب كريتر يشل الحركة التجارية في عدن… واحتقان يتصاعد ضد الجبايات


في يوم مختلف ارتدت فيه الشوارع ثوب الصمت، أغلقت أسواق كريتر في عدن أبوابها بالكامل، بعدما نفّذ التجار إضرابًا شاملًا احتجاجًا على ما وصفوه بـ”رسوم واجبات” باهظة تُفرض عليهم من قبل قيادات تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا. المشهد التجاري بدا وكأنه توقف عن التنفس، محلات مغلقة وأسواق خالية، في مدينة تعيش أصلًا على حافة ضيق معيشي متزايد.

التجار الذين اتخذوا قرارًا جماعيًا بالإضراب، أكدوا أن هذه الجبايات المفروضة لا تمت للقانون بصلة، وأنها تشكّل عبئًا إضافيًا على أوضاعهم الاقتصادية المنهكة. وقال عدد منهم إن استمرار هذه الممارسات يهدد ما تبقى من الحركة التجارية ويقوّض أي محاولة لإعادة الأسواق إلى وضع طبيعي، خصوصًا بعدما شهدت عدن سنوات من الاضطراب منذ أن خضعت لسيطرة التحالف مطلع 2016.

الغضب المتصاعد بين أوساط التجار لم يكن وليد اللحظة؛ بل نتيجة تراكمات من الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف الحياة، ليأتي فرض الرسوم الجديدة كالقشة التي دفعتهم إلى موقف موحّد. المحتجون شددوا على أن “الرسوم العشوائية” لا تخدم أي إصلاح إداري أو اقتصادي، بل تزيد من إنهاك المواطنين الذين يكافحون أصلًا لتوفير أبسط احتياجاتهم اليومية.

ومع امتداد حالة الشلل التجاري في كريتر، تزداد التساؤلات حول مصير النشاط الاقتصادي في عدن، في ظل استمرار الجبايات والاحتقان الشعبي ضد السلطات المحلية الموالية للانتقالي، بينما يبقى التجار ينتظرون لفتة تُنهي هذه الأعباء الثقيلة وتعيد للأسواق نبضها المفقود.