تعزيز عسكري أجنبي في المهرة.. وصول قوات أمريكية وبريطانية وسط تحركات واسعة
أكدت مصادر مطلعة في محافظة المهرة شرقي اليمن وصول دفعة جديدة من القوات الأجنبية، تضم عناصر أمريكية وبريطانية، إلى مطار الغيضة المطل على بحر العرب، الذي ظل مغلقًا أمام الرحلات المدنية منذ نهاية عام 2017. وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة تحركات عسكرية واسعة تشمل سقطرى وشبوة والساحل الغربي لليمن، إلى جانب الجزر اليمنية في ميون عند باب المندب وزقر في البحر الأحمر، في مؤشر على تكثيف النفوذ العسكري الأجنبي في مناطق استراتيجية.
وأشار المصدر إلى أن القوات السعودية قامت بتحويل مطار الغيضة المدني إلى قاعدة عسكرية مشتركة مع القوات الأمريكية والبريطانية، وسط أنباء عن تواجد ضباط إسرائيليين في الموقع، وهو ما كان قد أكده رئيس لجنة الاعتصام المناهض للتواجد الأجنبي بالمهرة الشيخ علي سالم الحريزي منذ منتصف 2021. وتتكرر هذه الزيارات العسكرية والسياسية بشكل دوري، وكان من أبرزها زيارة السفير الأمريكي ستيفن فاجن وقائد الأسطول الخامس خلال مارس 2023، ما يعكس استمرار التنسيق بين القوى الأجنبية لتعزيز وجودها في المحافظة.
وفي الوقت نفسه، تعمل الفصائل المحلية الممولة من السعودية والمشكّلة من قيادات سلفية، والمعروفة باسم “درع الوطن”، على حماية وتأمين المصالح الأجنبية في المهرة، وتتلقى تعليمات لقمع أي احتجاجات أو تحركات مناهضة للتواجد الأجنبي، في ظل رفض شعبي واسع يتصاعد يومًا بعد يوم. ويقول مراقبون إن استمرار هذا التواجد العسكري الأجنبي يشكل تهديدًا لاستقرار المحافظة ويزيد من حدة التوترات المحلية، ويطرح تساؤلات حول مستقبل التوازن العسكري والسياسي في اليمن الشرقي، خصوصًا في ضوء التقارب الواضح بين القوات الأجنبية والفصائل المحلية الموالية للتحالف.