صراع على البنك المركزي بعدن: خلافات حادة بين أجنحة التحالف
تشهد عدن تصاعداً ملحوظاً في حدة الخلافات بين رئيس الحكومة الموالي للانتقالي سالم بن بريك، ومحافظ البنك المركزي أحمد المعبقي، المحسوب على جناح رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي والمدعوم من الخزانة الأمريكية وصندوق النقد الدولي.
الأزمة تفاقمت مع توقف صرف المرتبات للموظفين وبعض الفصائل المرتبطة بحزب الإصلاح للشهر الرابع على التوالي، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بشأن المسؤولية عن شلل الوضع المالي.
يرفض المعبقي خيارات الحكومة الثلاثة لمعالجة ملف المرتبات، معتبراً أنها تهدد استقرار العملة وتزيد التضخم، كما رفض استخدام أموال البنوك التجارية الخاصة، أو اللجوء إلى العملة المطبوعة والمحتجزة في الموانئ، واصفاً ذلك بأنه “كارثة ستنعكس على سعر الصرف”.
في المقابل، يرى بن بريك أن تعنّت المعبقي يعرقل الإصلاحات ويضاعف معاناة المواطنين، بينما يتهم الأخير الحكومة بـ”تجاوز صلاحياتها وصرف أموال خارج الأولويات”.
مصادر اقتصادية أوضحت أن جذور الخلاف تعود إلى غياب نصوص قانونية واضحة تفصل بين صلاحيات الحكومة والبنك المركزي، ما فتح الباب لتفسيرات متعارضة عمّقت الأزمة.
ويرى مراقبون أن مفتاح الحل يبقى بيد العليمي، الذي يتهمه خصومه بأنه يعرقل أي إصلاحات اقتصادية للانتقالي، في ظل استمرار تشظي الإيرادات بين قوى التحالف:
مأرب تحت سيطرة حزب الإصلاح،
المخا ومعظم تعز بيد طارق صالح،
إيرادات عدن لحسابات الانتقالي،
شبوة تحت سيطرة فصائل العمالقة،
حضرموت وغيرها تحت نفوذ أطراف في مجلس القيادة.
الخلافات تفجرت مجدداً بعد رفض مقترح تعيين المعبقي وزيراً للمالية الشهر الماضي، وهو المنصب الذي يعتبر من حصة الانتقالي، ما زاد من حدة المواجهة بين الطرفين وسط انسداد الأفق أمام أي تسوية قريبة.