فيرستياين ….وثورة 21 من سبتمبر

 

بقلم / أمة الملك الخاشب

جميعنا تابع دعوة جيرالد فيرستاين السفير الأمريكي الأسبق في اليمن وهو يدعو لدعم تحالف العدوان وضرورة مشاركة قوات أمريكية بغطاء من مجلس النواب في معركة الساحل الغربي في اليمن وذلك بعد أن بذلوا قصار جهودهم ودفعوا بأقوى مرتزقتهم وبعد أن قصفوا بعشرات الألاف من الغارات لما يسمى تحرير الساحل الغربي وباب المندب فما كان مصير مرتزقتهم سواء كانوا قيادات او أفراد إلا الهلاك .
وسمّاها ضرورة تحرير ميناء الحديدة من أيدي الإنقلابيين لكي يرضخوا للحل السياسي حسب تعبيره ؟ ( يقصد يحررها بمعنى يسيطروا عليه هم )
مشكلة الولايات المتحدة الأمريكية ليست مع المؤتمر الشعبي العام لأن فيرستاين حكم اليمن وكان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في عهد حكم المؤتمر حيث بدأ فترة عمله في اليمن من عام 2007 تقريبا وفي عهد هادي أيضا كان يصول ويجول ويتنقل بكل حرية و حتى كان يسهم في التوسط عند القبائل إذا حصلت مشكلة قطع طريق للغاز أو المشتقات النفطية لدرجة أنهم أطلقوا عليه مسمى (شيخ المشايخ فيرستاين ) وكانت بعض الأحزاب تأخذ كل توجيهاتها منه وقام حزب الإصلاح بتكريمه ومنحه وسام الاصلاح لأنه صرح أثناء زيارته لمعرض كتاب كان مقام في صنعاء في وقت سابق بأن الحوثيين حسب تعبيره يسبون الصحابة وهذا أمر غير مقبول !!
لم توقف سفير واشنطن الذي تجاوز كل الحدود في فترة عمله في صنعاء وخرج عن العمل الدبلوماسي عند حده سوى ثورة 21 سبتمبر فهي وحدها من جعلته يولي هاربا ويحرق كل ما كانوا يمتلكونه من وثائق في مقر سفارتهم التي كانت قد تحولت إلى وكر ومركز عمليات تدار منها كل المؤامرات وكل عمليات الاغتيالات والجرائم التي كانت تحصل في تلك الفترة
فيرستاين يعرف جيدا أكثر من غيره ما معنى ثورة واحد وعشرين سبتمبر وما معنى خروج اليمن من تبعيتهم وما معنى تحرر ميناء الحديدة وباب المندب من سيطرتهم المباشرة وغير المباشرة وتصريحه يؤكد لنا أننا على الصراط المستقيم وأننا في معركة شرف وكرامة ودفاع عن أرضنا وبحرنا وسيادتنا بل وعن كرامة كل أبناء العالم الاسلامي
لمن كان لا يزال في قلبه ذرة شك عن حقيقة الصراع الدائر في اليمن فعليه أن يتأكد أن أمريكا ما دامت غير راضية علينا فنحن في الطريق الصحيح دون أدنى شك
والملفت في الأمر أن دعوة فيرستاين تزامنت مع مجزرة جديدة بشعة ارتكبتها طائرات تحالف العدوان بحق سوق شعبي في مدينة الخوخة يرتاده بسطاء الناس ليعلنوا تحديهم أمام العالم أن الحياة مستمرة مهما تحالفتم وحاصرتم وقطعتم مقومات الحياة وقطعتم الرواتب ولكن رغم كل هذا فلا تزال الاسواق تعج بالحياة وأين ؟ في وسط أفقر محافظة وبين أشد أبناء اليمن فقراً فما كان من التحالف إلا أن يعاقبهم ويقتلهم بالصواريخ لأنه عجز عن قتلهم بالحصار والتجويع ؟
فهل يعتقد فيرستاين أنه بدعوته بإغلاق شريان الحياة وهو ميناء الحديدة هل يعتقد أنه سينجح بعمل ما عجزت عنه قوات التحالف لمدة عامين ؟
هل يعتقد أنه سيخيف شعبا لم يعد لديه ما يخسره ؟ الخيارات التي تمتلكها قيادتنا كثيرة وميناء دبي لن يكون أغلى من ميناء الحديدة وكذلك البدائل كثيرة والشعب الذي استطاع أن يصنع طائرات بلا طيار واستطاع أن يطور صواريخ ويذهل العالم رغم ما يعانيه من حصار وتدمير ممنهج لكل مقومات الحياة فيه يستطيع هذا الشعب أن يزرع ويكتفي ذاتيا ولن يموت جوعا بل سيصنع المعجزات وذلك لسبب واحد فقط وهو أنه متوكل على الله وتحت قيادة شابة حكيمة أثبتت حكمتها وحسن إدارتها وكفاءتها وأثبتت أنها تسير على خطى موفقة وتمتلك نظرة قرآنية وتاريخية ولا يوجد في قاموسها شيئ مستحيل بل أنها تجعل من المستحيل ممكنا فلا شيئ ينقصنا فالقيادة متوفرة والشعب العظيم متوفر والثقة بالله متوفرة والتحدي متوفر والأرض الزراعية متوفرة والأمطارمتوفرة والايادي العاملة متوفرة والإرادة متوفرة فلا تحلم يا فيرستاين بأنك ستحرر اليمن من اليمنيين .. بل سنحررها من أذنابكم وأفعالنا تسبق أقوالنا والله مع الصابرين