مقابلة مع طه السفياني للحديث عن الشهيد القائد بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاده

طه-السفياني
نشرت صحيفة 26 سبتمبر في عددها الـ( 1869) مقابلة مع طه السفياني للحديث عن بداية الإنطلاقة للمسيرة القرآنية والصرخة والحرب الأولى ومحاضرات الشهيد القائد مواقف متعددة للشهيد القائد .. اليكم نص الحوار.
 
حاوره: محسن علي الجمال
 
 بداية نرحب بكم في هذا الحوار الخاص ونشكركم على إتاحة الفرصة لنا وبداية مع ذكرى استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بن بدرالدين الحوثي ماذا تودون القول بهذه المناسبة؟
*نعزي أنفسنا ونعزي أسرة الشهيد على وجه الخصوص ونعزي أيضاً الأمة العربية والإسلامية والشعب اليمني بفقداننا لهذه القامة الإيمانية الوطنية التي ترجلت عن المشهد بعد أن صدع بالحق في زمن الخنوع والخضوع، فالشهيد القائد رضوان الله عليه نشأ في أسرة عريقة مشهورة بالعلم وبنفس الولاء لمحمد وآل محمد بتربية قرآنية على يد والده العلامة الرباني السيد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي .
 كيف كان تعايشكم مع الشهيد القائد؟
تعايشت مع السيد حسين حوالي 8 أشهر قبل الحرب الأولى منذ بداية مشواره.
بداية الانطلاقة
كيف كانت بداية انطلاقتك مع المسيرة القرآنية تحت قيادة السيد حسين ؟
كنت آنذاك في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران مسقط رأسي، وبدأت مشواري في الحياة بطلب العلم وبداية انطلاقي إلى المسيرة القرآنية كانت تأتينا أنباء بأن هناك ملازم ومحاضرات تصدر، ويلقيها العلامة حسين بدر الدين الحوثي فأحببنا أن نتعرف ما هي هذه الملازم التي يتحدث فيها من باب الاطلاع ..وبفضل وتوفيق من الله تعالى التحقنا بهذه المسيرة من بداية انطلاقتها فذهبت مع مجموعة من الزملاء إلى منطقة مران في زيارة إلى السيد حسين رضوان الله عليه، وفي نفس اليوم الذي وصلنا إلى مران ألقى السيد حسين محاضرة، وكان حينها يتواجد أحد الشباب العلماء المتعلمين ومعه عدد من الأسئلة والاستفسارات والانتقادات على السيد فألقى علينا السيد محاضرة حل فيها كل الإشكاليات والانتقادات التي كان البعض من رفاقي يريدون طرحها.
ملازم واضحة
 ما هي أبرز نقطة أو إشكالية طرحتموها عليه آنذاك؟
كان بعض العلماء يوجه الانتقادات وأيضاً من الشخصيات الكبيرة التي عاشت أكثر من30 – 40 بين العلم والعلماء وأنت عادك شباب لم تدرس كثيراً فكان الجواب من الشهيد القائد بكل وضوح قال يا أخي نحن معنا هدى واضح وهناك ملازم واضحة فنحن نصدر الملزمة صفحة مكتوبة، وصفحة فارغة فأي شخص أكان من العلماء أو من المتعلمين أو الشخصيات الاجتماعية له انتقاد على كلمة يرى أننا أخطأنا فيها يأتي إلينا وسنتناقش معه.
الحوار
وهل كان السيد يتقبل أي انتقادات من أي شخص على محاضراته وملازمه التي ألقاها ؟
نعم.. جلس مع أحد الشباب ينتسب لآل عامر أتى إليه وجلس في مناقشة مع السيد من بعد صلاة العشاء وحتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وهم في حوار حتى أقنعة، وأي شخص يأتي إليه يخرج مقتنعاً.
هل من موقف آخر حصل أمامك؟
 أكيد جاء الأخ عبدالكريم العركاضي وكان عالماً كبيراً في أصول الفقه فجلس يتناقش مع السيد حسين عن أصول الفقه فترة كبيرة فخرج العركاضي من عند السيد حسين وقال إن السيد أزال عنه اللبس في ليلة واحدة حول معلومات جلس يتلقاها طيلة 22 سنة وهو يتعلمها.
الصرخة
ماذا بعد أن سمعتم أول محاضرة للسيد هل رجعتم إلى عمران ؟
نعم رجعنا إلى مديرية سفيان بعد أن قدم لنا السيد حسين عدداً من الملازم وكمية من الشعارات وكانت أول شعارات وملازم تنشر أاول مرة في سفيان فحصل استياء كبير وغضب من أهالي المنطقة وكانوا يتمسخرون بنا ..هذا الجيل الجديد.. هذا الفكر من أين جبتوه.. ووجهنا السيد حسين بالصرخة كل يوم جمعة بعد أداء الخطبة والصلاة.
توعية الشباب
ماذا كان موقفهم من الصرخة عندما سمعوها في الجوامع لأول مرة ؟
 كان هناك استياء كثير وغضب وزمجرة فقمنا بتوعية الشباب والتحق كثير من أبناء سفيان بالمسيرة من أولى بدايتها.
كيف كان موقفكم أنتم مع الصرخة .. وكيف تعاملتم معها؟
 الصرخة أتت في الوقت المناسب لتعري قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، وبالتزامن مع دخول القوات الأمريكية العراق وأفغانستان، بل وتزامنت مع المخططات الماسونية الصهيونية والأمريكية العالمية التي تنفذ وتحاك ضد الإسلام والمسلمين.. فالسيد حسين -اصطفاه الله- في هذا الوقت ليخرج الأمة ويبصرها وينورها ويحذرها من هذا التيه الذي بدأت دول إسلاميه وعربية تدخل فيه بكل غباء فوجه السيد الشباب بإطلاق الصرخة في بعض المساجد.
 هل تستحضر مسميات هذه المساجد؟
بدايتها كانت في جوامع مديرية مران ومن ثم إلى مساجد في محافظة صعدة وأبرزها في جامع الإمام الهادي وبدأت حركة لبعض الشباب بطبع الشعار على الخطوط العامة والجدران والمدارس فبدأ العداء من السلطة بخدش هذه الشعارات وقمع من يصرخ بها.
الشعار
 هل تقبل أبناء صعدة أنفسهم هذا الشعار في بداية مشوار المسيرة ؟
 لا .. أكثرهم لم يتقبلوه وهناك من لازال من أبناء صعدة إلى حد الآن غير متقبل للشعار ولكن في بداية المشوار حصل تذمر من بعض العلماء باعتبار صعدة كرسي الزيدية بعد محافظة ذمار.. وكان الاستقبال للشعار بشكل خفيف وقليل فانطلقوا إلى السيد بدر الدين والد السيد حسين يشكون إليه من السيد حسين وعن هذا الشعار.
مرحلة التوعية
 ماذا كان موقف والد السيد حسين من الشكاوى التي كانت تصل إليه وتتعلق بالشعار؟
 أتذكر أنني أتيت إليه مع أحد الزملاء إلى منطقة آل الصيفي في زيارة له.. وقبل أن ننطلق ونتحرك سأله أحد الشباب بماذا تنصحنا.. قال بلسانه الحمد لله نحن الآن بحاجة إلى أن نقرأ الملازم والمحاضرات للابن حسين، وكان يوجه الناس بقراءة الملازم وكانت أمامنا مكتبته الخاصة المتسعة والكبيرة، فأشار اليها وقال الحمد الله خلاص لم نعد بحاجة إلى هذه الكتب ولكننا بحاجة إلى ملازم السيد حسين .
متى حصل هذا ؟
 حصل قبل الحرب الأولى والحمد لله كان هناك توفيق كبير وبيانات وخطابات للسيد بدر الدين يحث الناس فيها على التوجه إلى المنهج والفكر والهدى الذي أتى به ابنه السيد حسين رغم سعة علمه باعتباره كان أحد مرجعيات علماء اليمن ..فالملازم ومحتواها كله من كتاب الله .
مديح القرآن
 ما هي أول محاضرة سمعتها آنذاك عن السيد حسين ؟
 كانت من مديح القرءآن.
 السيد العلامة بدر الدين الحوثي والد الشهيد القائد يعتبر أحد مرجعيات الزيدية.. هل اقتنع بنفسه بملازم السيد حسين؟
 نعم.. بل كان يدعو الناس إليها والحث على الإقبال عليها.
 أين كنتم عام 2004 قبل شن السلطة الظالمة الحرب الأولى على مديرية مران بمحافظة صعدة؟
 قبل بداية العدوان كنا متواجدين في منطقة سفيان بمحافظة عمران فكانت هناك حملتان حملة إعلامية وأخرى عسكرية كبيرة جداً ..فتحركت الحملة العسكرية باكثر من 200آلية مابين مجنزرات ودبابات وناقلة جند وكاتيوشا وكانت باتجاه صعدة، وكان يلفنا الاستغراب.. ما الهدف من هذه الحملة كلها؟
الاستعداد
هل توقعتم شن حرب على السيد؟
 لم نكن نتوقع أن تلك الحملة الشرسة تخرج لقتال السيد ومجموعة من طلبة العلم الذين كانوا معه بمديرية مران إطلاقاً وحتى لو وقعت كنا نتوقعها حرب لمدة أسبوع فتأتي وساطة من هنا أو هناك فاضطررنا للتواصل مع أحد الإخوة بمنطقة مران والذي كان يتواجد بجانب السيد حسين وتم إبلاغهم بما رأينا فقال نحن متوكلون على الله ومعتمدون عليه ولكن أنتم كونوا مستعدين لأي توجيهات .
سيراً على الأقدام
 هل صدرت إليكم توجيهات للتحرك..وكم كان عددكم في سفيان ؟
 نعم وصلت إلينا التوجيهات في اليوم الثاني للتحرك بمجموعة لا يصل أفرادها إلى 20شخصاً إلى مران رغم أنه كانت هناك نية لعدد من الشباب من يريدون الذهاب معنا إلى مران، إلا أننا وجدنا محافظة صعدة بأكملها ومديرية مران محاصرتين عبر انتشار العديد من النقاط العسكرية في الطريق والتضاريس الوعرة وتضاريسها كان كل هذا قبل الحرب .
فتحركنا في اليوم الثاني من بداية الحرب فمشينا مع سيارة استعرناها من أحد المواطنين حتى وصلنا إلى الحد الفاصل بين سفيان وصعدة وتركنا السيارة عند أحد الأخوة هناك، ومن ثم مشينا 3أيام بلياليها سيراً على الأقدام، لأن الطرق العامة والفرعية كانت كلها مقطعة وكنا نخاف من إلقاء القبض علينا فاضطررنا لأن نمشي على الأقدام حتى وصلنا إلى جمعة بن فاضل وكنا نتواصل مع السيد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- وأيده فاستقبلنا بنفسه هناك و تم توزيعنا تحت إشرافه بجمعة بن فاضل في بداية الحرب.
حرب دفاعية
 حسنا.. كيف أدار الشهيد القائد المعركة الدفاعية الأولى؟
 بالنسبة للحرب التي ادارها السيد حسين تعتبر حرباً دفاعية بحتة بعد أن اعتدي عليه الى عقر داره وقريته فلا يوجد قط أي شخص تم الاعتداء عليه لم يدافع عن نفسه.. فكيف بالاعتداء على منطقة آهلة بالسكان والأطفال والنساء والكهول والشيوخ كما تحدث السيد حسين على قناة (bbc) أثناء الحرب فقال للمذيعة نحن يا اختي في منطقة آهلة بالسكان ولسنا في جبال تورا بورا وكان حينها في مران يوجد أكثر من 20 ألف نسمة.
غير صحيح
 لكنه كان يتحدث البعض بأن السيد حسين مع أنصاره هم من بدأوا بالاعتداء على الجنود وقتلهم ..ما حقيقة ذلك؟
كلام عار عن الحقيقة ولا صحة له فالسيد حسين كان يبذل أكثر جهوده على الا تسفك قطرة دم واحدة لان الدم الذي سيسال كله يمني وكان يتواصل مع بعض الشخصيات عن هذا الجانب بأننا لسنا في مواجهة يهود وكان يقول هم إخواننا وأبناء شعبنا وجلدتنا ولكنهم بغوا علينا.
الحصار.
هل بالإمكان أن تحدثنا عن أبرز المواقف في بداية الحرب الأولى؟
 أتذكر أن أحد الإخوان وهو في خطوط المواجهة بعد أن حوصرت المنطقة من جهاتها الأربع بالجيوش والمدرعات وكل العتاد العسكري وأنواع السلاح فكان السيد يقول لنا ويوجهنا بألا يطلق أحد طلقة واحدة عليهم فهذه كانت أخلاقه حتى بدأوا بالاعتداء علينا من قبلهم بالصواريخ في منطقة الجميمة والتي كان يتواجد السيد حسين فيها وعلى منطقة الخربان وبدأوا بالزحوفات فوجه السيد حسين بالدفاع عن النفس.
فلسطين
 بشفافية.. هل تم إعداد مسبق لهذه المعركة من قبل الشهيد القائد وأنصاره؟
المنطقة التي كان يتواجد السيد حسين فيها كان اهلها مزارعين ومواطنين عاديين كلاً يترزق الله بأية وسيلة، لذا فالشهيد القائد لم يكن مستعداً لأي حر ب حتى الاشخاص الذين كانوا معه وكانوا متواجدين في ساحة الحرب لم يضرب بطلقة واحدة الا بعد الاعتداء عليهم إنما كل ما أعده السيد حسين هو هدى الله ومحاضراته وملازمه لتثقيف وتوعيه الشعب اليمني بالمخاطر القادمة التي وصلناها حالياً إبان الحرب الصهيوأمريكية السعودية على اليمن فاذكر موقفاً للسيد حسين من إحدى محاضراته التي تحدث عنها قال” نحن قلنا لعلي عبدالله صالح بعد ان قال لنا أنتم بتقولوا الموت لأمريكا الموت لإسرائيل لماذا لم تذهبوا إلى فلسطين.. فرد عليه الشهيد القائد “افتح لنا معسكرات ونحن من سندفع بالشباب لتأهيلهم للجهاد في فلسطين” ومن ثم حركوهم أنتم للقتال في فلسطين.
تعم الأرجاء.
 البناء الروحي والعقائدي للمسيرة .. كيف تأسس وانطلق، واين ترونها اليوم؟
 البناء الروحي من أساسه وبدايته لهذه المسيرة القرآنية كله نابع من القران الكريم فيكفينا فخراً أن منهجها هو القران العظيم.. اما رؤيتي لمكانتها اليوم فلو اتى الي شخص من الاشخاص بعد الحرب وقال لي سيأتي يوم من الأيام و الصرخة ستشع في أنحاء الجمهورية لكنت كذبته وقلت هذه خرافة ومن سابع المستحيلات بعد ضرواة الحرب التي كنا متواجدين فيها، وهذه كانت نتيجة قصور في معرفة الله والثقة بالله كانت مهتزة وإلا فكنا مدركين أن المسيرة تعم الأرجاء أكثر مما هي عليه الآن .
منهج الزيدية.
 هناك من يقول إن مضامين الفكر الذي بنيت عليه المسيرة القرآنية خرجت عن المذهب الزيدي.. ما وجهة نظركم عمن يتحدث بمثل هكذا أقوال؟
 هذه واحدة من الشائعات المغرضة والكاذبة فالسيد حسين من بداية مسيرته تكلم من مديح القران للامام القاسم بن ابراهيم ليس هناك أي انحراف عن الزيدية.. فالزيدية مبدأها الخروج على ولي الأمر إن كان ظالماً.. فالسيد حسين هو طبق منهج الزيدية كما خرج الإمام زيد لرفع الظلم عن كاهل أمة جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
دماج كتاف
 الشهيد القائد حذر من خطورة الفكر الوهابي وقال إنه مصطنع لضرب الاسلام وتشويه الدين.. كيف كانت نظرتكم اليه ؟
 الحقيقة أن اليمن بشكل خاص لما يحظى به من مكانة جغرافية واجتماعية استهدف منذ وقت مبكر من قبل الفكر الوهابي المتطرف، وتم استهداف منطقة صعدة بالفكر الوهابي بشكل كبير على وجه الخصوص حتى انه انشأ مركزاً كبيراً لنشر على الفكر الوهابي في منطقة دماج وكان مخططاً لها من قبل للقضاء المذهب الزيدي تماماً، وكانوا ياتون بطلابهم من كافة انحاء العالم.. فليس هناك اية مدرسة في العالم تحتضن كل أولئك الطلاب الا محافظة صعدة وكثير من المخططات تكشفت للجميع على أرض الواقع في حرب دماج وكتاف .
وضوح الهدف
 كيف تفسرون استشراف السيد للواقع حينما قال في إحدى عباراته ” نحن في زمن كشف الحقائق؟
 نحن نرى كثيراً من الأشياء والأحداث تكشفت أمامنا على أرض الواقع وذابت الأقنعة في وجه الحقيقة فقال أيضا نحن في زمن إما أن تكون مؤمناً صريحاً أو منافقاً صريحاً ليس هناك شي اسمه الوسط إما أن تكون مع الله والوطن والشعب، واما ان تكون في صف ال سعود وامريكا واسرائيل ومرتزقتهم.. فمن نراهم اليوم يدعون الاسلام يقفون بوضوح للعيان مع اسرائيل ويقومون باطلاق الفتاوى على استباحة دمنا وانتهاك اعراضنا.
ساحة معركة
انطلاقتكم الى الجامع الكبير بصنعاء لأداء الصرخة فيه كيف تمت ومن الذي وجهكم بهذا ولماذا بالتحديد الجامع الكبير؟
 أداء الصرخة في الجامع الكبير كانت بتوجيهات من السيد حسين رضوان الله عليه ولقد سأله احد الشباب حينها لماذا اخترت الجامع الكبير بصنعاء يا سيد حسين فكانت اجابته المعركة الآن تدور بيننا وبين امريكا واسرائيل في الصرح الشماسي للجامع الكبير ولم نكن نتوقع ان المعركة هي الجامع الكبير وقد رأيتم بانفسكم كيف كان المخطط يدار على الجامع الكبير حين وجه وزير الأوقاف لتدريس الفكر الوهابي في الجامع الكبير بصنعاء.. فعرفنا انها ساحة معركة .
مناطق عديدة
من اين كان الشباب يأتون لاداء الصرخة في الجامع الكبير؟
 كان الكثير يتوجه من صعدة وحجة وسفيان ونشور ومن كل المناطق التي قد التحق بعض شبابها بالمسيرة القرآنية حسب توجيه الشهيد القائد فكانوا يرددونها ومن ثم يقادون الى السجون والمعتقلات مباشرة.
خطوة جامحة
 هل كنتم تخافون من السلطات يومها أو من المعتقلات؟
بصراحة كان الناس في مجتمعنا يرتهبون من شيء اسمه الأمن السياسي ولكن كان دخول المكبرين اليه خطوة جامحة لكسر حاجز السجن وأقل من اسبوع يدخلون الأمن السياسي حوالي 14 سجيناً ويصل بعض الجمع الى 30 سجيناً.
حاملون قضية
 هل مللتم من جلوسكم في السجن لسنوات طائلة؟
 اذكر ان اثنين من المكبرين من نفس منطقتنا انهم تحركوا من سفيان الى الجامع الكبير مع صاحب تاكسي وصلوا وكبروا في صرح الجامع ولم يكن معهم حتى ريال واحد بما فيها ايجار التاكسي فرهنوا “جنبية” ثمينة لصاحب التاكسي حتى خروجهم من السجن بعد ثلاث سنوات للبحث عن الجنبية.. اولئك شباب باعوا انفسهم واموالهم من الله فاشترى الله منهم وليس كشباب حزب الاصلاح الذي يتحرك اليوم بايجار مسبق ومدفوع الثمن مقدماً..
فكان الشباب يخرج من بين أطفاله وزوجته ويتوجه الى الجامع وهو يعرف ويتاكد انه سيقاد الى السجن كانت لديهم ثقة في الله كبيرة وكثيراً منهم من تعرضوا بعدا أداء الصرخة في الجامع الكبير الى الضرب والاهانة من قبل المصلين وعلى مرأى ومسمع الجميع وكانه احد اللصوص ومجرم.. فوجههم السيد حسين بالا يردوا حتى بكلمة واحدة فكانوا يقادون الى المعتقلات والسجون وهم حاملون قضية ومبدأ لن تهزهم العواصف.
بفضل الله
 هل كنتم تتوقعون الظهور للمسيرة القرآنية بما وصلت اليه اليوم من التفاف شعبي واسع واعتراف دولي واقليمي؟
 لم نكن نتوقع ذلك لكن كل هذا بفضل من الله وفضل الشهيد القائد الذي اخرجنا من الظلمات الى النور، وفي هذا الجانب اذكر أن السيد حسين رضوان الله عليه قال “لو صرخ اليمن في أسبوع واحد بهذه الصرخة لحولت أمريكا كل مخططاتها عن اليمن ولاعفت اليمن عن ان يكون فيها ارهاب” فلو استمع واصغى الشعب اليمني الى خطاب السيد حسين انذاك واطلع على الملازم.
اعطوهم الملازم
مقاطعا.. لكن كان الناس يتخوفون من قراءة الملازم..ويستهترون بها؟
 لقد سأل احد المجاهدين ذات يوم السيد حسين وقال له نعطي الناس الملازم ولم يقرأوها ويتم الرمي بها فكان يقول اعطوهم الملازم وسيأتي اليوم والوقت باذن الله ليبحث عنها هو بنفسه.. فاتت الايام والحرب والاعتقالات وما في الملازم تثبت ما نعايشه في واقعنا حقيقة.. وما وصلنا إليه اليوم من العزة والكرامة هو بفضل الله وتضحيات الشهيد القائد بدمه وتضحيات الشهداء في المسيرة القرآنية من بدايتها.
توضيح الحقيقة
 السيد حسين انتقد في بعض ملازمه ودروسه ومحاضراته بعض المذاهب هل كان يؤمن بها حقاً أم ماذا؟
الشهيد القائد لم يأت بجديد.. وانما أتى ليوضح للناس حقيقة هم في أمس الحاجة اليها ويحذر مما يجري على الامة العربية وقال الشهيد” نحن لم نأت بجديد، ولكن نخاف من الجديد”.
بداية المسيرة وانطلاقتها.. هناك من لا يزال يشكك في الدعم المالي للنهوض بالمسيرة ويقول ان لايران دوراً في هذا الجانب.. ما حقيقة ما يتردد عن هذا؟
 شغلونا بايران- ايران- ايران.. نحن منذ بداية المسيرة وقائدها قامت على الانفاق في سبيل الله وعلى الجمعيات في المناطق والصناديق، فتوزعت في بداية المسيرة صناديق للانفاق حتى على مستوى البيت الواحد لتعليم الابناء.. الانفاق والبذل والعطاء في سبيل الله والثقة المطلقة بوعد الله الصادق برده أضعافاً مضاعفة.. فاذكر ان الشهيد القائد رضوان الله عليه، والشهيد زيد علي مصلح في منطقة مران كانوا ينصحون الشباب بإن يعملوا صناديق في كل بيت واعط ابنك أنت ريالات ليطرحها بنفسه لتربيه منذ صغره على البذل في سبيل الله ..
فمن يقول إننا نتلقى دعماً من ايران، فنحن نقول له نتلقى الدعم من الله دعما مادياً ومعنوياً ..والله انني شاهدت موقفاً بعيني في مجلس السيد حسين قبل بداية الحرب الأولى أحد الأشخاص أتى إلى السيد وناوله حفنة من الافلاس تم تجميعها ريالات وخمسات فمن هناك كان نهوض المسيرة القرآنية.
باب الجهاد
 في اعتقادكم هل المسيرة القرآنية هل ستحول دونها الحدود والجغرافيا اليمنية أم أنها ستكون عابرة للقارات ؟
 لقد قال الشهيد القائد أثناء الحرب الأولى الحمد لله أن باب الجهاد قد فتح فالمسيرة القرآنية كانت محصورة في نطاق مديرية مران فقط ومن ثم تحركت الى بعض المناطق المجاورة وتوسعت ولقد قال السيد حسين اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم والحمد لله حقاً ياسيدي لقد وجدنا من يصرخ معنا هنا وفي هذه المحافظة وفي هذه الدولة وقريباً في الخليج بإذن الله.
خطورة المرحلة
ما كان يتحدث به السيد الشهيد القائد في العام2002- 2003م عن خطورة امريكا واسرائيل وكان البعض يمتعض من كلامه ويجعله مثلا للمسخرة لكنا نجد كلامه اليوم حقيقة معاشة متجسدة في الحرب الظالمة الغشومة من قبل النظام السعودي وبرعاية امريكية واسرائيلية.. كيف تقرؤون مثل هذه الرؤية المبكرة ؟
لقد حذر الشهيد القائد في وقت مبكر من خطورة المرحلة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية وهناك ملازم اخرجها السيد في عام 2003 منها خطر دخول أمريكا اليمن.. ولقد حذر السيد من تحرك الأمريكيين نحو العراق قبل غزوها ..لذا فنحن اليوم نجنى ثمار كلامه اليوم، وما دار من مسرحية هزيلة بين امريكا ورضاعها من القاعدة في حضرموت لهو خير دليل على عظمة قائد المسيرة ونظرته الاستشرافية .. فقد حذر السيد مراراً وتكراراً إلا أن السيد لم يجد من يسمع كلامه.
المسيرة
هل تعتقدون أن التفريط في الحسين حسين العصر هي كانت شبيهة بتفريط أهل العراق في الحسين بن علي؟
 حقاً يا أخي لقد فرط الجميع في السيد حسين سلام الله عليه ولكن لا نتخذ أهل العراق أسوة في تفريطهم لمناصرة الإمام الحسين بن علي في ذلك لكننا سنمشي على ما مشي عليه الحسين وسنمشي على المسيرة التي رسمها لنا والخط الذي نهجه السيد حسين سلام الله عليه.
مواقف صعبة
 دون شك سجلتم الكثير من المواقف في ذاكرتكم والأحداث العصيبة التي مررتم بها في عدد من المناطق.. ماذا تتذكرون منها اليوم؟
 في مثل هذه الأيام في آواخر شهر رجب كانت هناك مواقف عصيبة جداً.. كان هناك ظلم.. كان هناك حصار على منطقة صعدة بشكل عام وعلى منطقة مران بشكل خاص.. هناك حصار معمم من كل الجهات ولأول مرة تدار حرب تدور على مستوى العالم بمثل تلك الوحشية.. يا اخي يقتل اليوم اي شخص في الغرب فتقوم الدنيا ولا تقعد ومأساة رجب وحصار مران الذي دار لاكثر من اربعة وثمانين يوماً رغم التعتيم الاعلامي الرهيب ولا كأنها تزهق هناك ارواحاً ودماء تسفك ولا كأنه توجد مظلومية في أحد المناطق في جبال مران والعالم كله في صمت مخزٍ ساكت، متفرج.
حصار جائر
برأيكم لماذا صمتت ما يسمى بحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني عن هذه المأساة؟
 إنها حرب بيعت فيه الضمائر واشتريت بالأموال فلا منظمات ولا غيره بل إن السيد حسين سلام الله عليه كان يقول: أفتحوا للإعلام.. يدخل يشوف الحقيقة ..قطعت علينا حتى شبكات الاتصالات بمختلف أنواعها كاملة منذ بداية الحرب وقبل الحرب بخمسة عشر يوماً فعرفنا ان الحصار على المنطقة ينبه عن خطورة وعن مؤامرة كبيرة لإنهاء وإزهاق هذه المسيرة وإطفائها بالكامل ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره.
شائعات ظالمة
 خلال تواجدكم في ساحة معركة الدفاع الأولى عن المسيرة كيف كنتم تتقبلون الشائعات التي كانت تشن عليكم؟
 الشائعات التي شنت علينا كانت كثيرة جدا جداً من ضمنها أن السلطة الظالمة يومها كانت تبث للشعب بأن السيد حسين يريد الإمامة..والسيد حسين يريد السلطة ومنها من لايزال يردد بعضها إلى اليوم بأن إيران تدعم الحركة وأن هذا حركة مجوسية وانهم يحلون المتعة هذا كلام سخيف لن يتقبله المجتمع اليمني لو افترضنا بفطرته وعاداته وتقاليده.
دور بطولي
 استاذي الكريم.. هل بالامكان أن تشرحوا لنا كيف كان الدور الجهادي بالنسبة للمرأة في الحرب الأولى؟
 بالنسبة للدور الجهادي للمرأة كان كبيراً جداً أكثر مما يتصوره أي شخص أو أية امرأة يمنية.. المرأة اليمنية ممثلة ببنت صعده بنت الإباء.. بنت مران هي من صنعة النصر فهي من صبرت وقاومت وجلست حتى في المتارس وهي من مدت الجرحى بالعلاجات الى الاماكن الصحية في الحرب، وهي من أتت بالماء وبالحطب.. فهي كانت كل شيء في الحرب فوقفن مواقف إباء ومواقف مشرفة.. كربلائية وزينبية.. فذات يوم طلب السيد حسين سلام الله عليه مجموعة من المدد.. وأذكر أن مجموعة من الاخوات وجه السيد حسين في الأيام الأخيرة والناس بحاجة إلى الطلقة الواحدة في حصار مطبق فوجه القائد بالأخوات يأتين بالمدد فقال نشتي “ذخيرة” وكنا في منطقة جغرافية وعرة التضاريس والنقاط العسكرية علينا من كل مكان ما كان يدخل أي شيء.. ونادراً ما كانت تدخل بعض المواد الغذائية الى نفس المنطقة ولكنها لبعض الأسر النازحة فكان للمرأة اليمنية الممثلة ببنت مران الابية فكن يأخذن الطحين والعلاج والمواد الغذائية ليوصلنها إلى السيد حسين.. فكلفت إحدى الأخوات بمهمة كبيرة وهي إدخال “شنطة ذخيرة” وكان يومها حصار مطبق وجائر كيف تمشي من النقاط..
فاتفقت مع الأخوات الباقيات على أساس أنه بتفك شنطة “الذخيرة” وتدخلها في كيس الطحين وعندما يصلن إلى نقطة التفتيش.. تتقدم ثلاث نساء وهي تدعي الدوخة وتدرب الى المنحدر الذي في الأسفل لأن نقطة التفتيش كانت على “رون” وعندما وصلن تقدمت بعض النساء لإلهاء بعض الجنود وهي تتأخر..
فبينما انشغل الجنود بتفتيش النساء التي وصلت تلك المرأة.. فسقطت ودوخت وصاحت النساء على أساس أنها فقدت إحدى بناتها وهي مريضة فسقطت وتدحرجت إلى أسفل الطريق فخرج ضابط من الخيمة والذي كان مديراً لنقطة التفتيش قال: مالها.. فاجبن النساء اللاتي كن عند النقطة.. هذه بنتها قتلت ومعها نص كيس طحين فقال الضابط للنساء المتواجدات.. خلاص يالله انزلوا انزلوا لها..
فكان هؤلاء النسوة حاملات هدف وقضية هو أن توجدن وتحضرن ما قال السيد حسين بأية طريقة فلما وصلن إلى عند أهل السيد حسين ويكلمون أهل السيد حسين بالموضوع فأطلق السيد حسين كلمات لازالت تترسخ في اذني وقال: عندما علم الله أن هذه الأمة ليس لديها أية مقومات للنصر استولى المسألة هو بنفسه ويستبدل قوماً غيرهم .
نصرة دين الله
ماذا يعني بهذه المقولة؟
 قال إن الله يتولى قضية استبدال المفرطين الذين تخلوا عن الجهاد وتولاها الله بنفسه واستبدل الله بهؤلاء النساء لنصرة دين الله وهناك كثير من مواقف المرأة اليمنية تجسدت في بنت صعده وفي بنت مران، بل وكانت بعض من المواقف لإحدى الأخوات في نفس الحرب فنزلت الوادي على أساس أنها تبحث عن حطب وأنها بتحطب وهي في الأساس لديها مهمة كبيرة لديها مهمة جهادية وهي البحث عن جريح مرجوم ما بين الشجر أو في جرف او تدفن شهيداً فكان لديهن مواقف كبيرة حتى بعد انتهاء الحرب، فاكثر الشهداء الذين استشهدوا في الوديان واستشهدوا في الجروف فبنت مران هي من دفنت هذا الشهيد في هذا المكان ومن أتت إليه بالدواء.
آخر المواقف أن اثنتين من النساء بعد انتهاء الحرب خرجن يبحثن عن جريح غايب فوصلن اليه وهو تحت شجره وكان في آخر رمق من حياته وملطخ بالدماء ومغمي عليه ولكن لايزال قلبه ينبض وحركة نفس هادئة فرحن ثم اتين له بلباس لامرأة ووصلن ثم لبسنه وهو مغمي عليه وأخذنه فلما كن يمرين من عند العساكر كن يصرخن يا ملاعين يا قتله قتلتوها وهكذا حمين هذا الجريح لتوصله بنت مران الى بيتها الى عقر دارها وتأتيه بالدواء وتأتيه بالماء فظل هذا المجاهد الجريح على مدى أكثر من شهر ونصف حتى فاق من اغمائه وكتب الله له الحياة بفضل تلك المرأة وهناك الكثير من المواقف للمرأة اليمنية التي لا يمكن اختزالها الآن.
دور قرآني
 اذا ما قرأ اي انسان ملازم الشهيد القائد نجد أنه حذر ممن يدعون اليوم من حقوق المرأة.. كيف كان الشيهد القائد ينظر للمرأة اليمنية من ناحية الحقوق..بشكل عام وللمرأة اليمنية بشكل خاص؟
 السيد حسين كان ينظر الى دور المرأة اليمنية أنه دور قرآني ثقافي من واقع المسؤولية والمخاطبة المعمقة من واقع القرآن الكريم لأن الله سبحانه وتعالى ربط قضية المرأة حتى في قول الله سبحانه وتعالى”الصائمين والصائمات القانتين والقانتات المنفقين والمنفقات المستغفرين والمستغفرات” ربط الله سبحانه وتعالى موضوع المرأة في أكثر من مواضيع بالرجل ليس كما ينظر الغرب إلى دور المرأة.. المرأة اليمنية هناك من يتصورون في الغرب ان المرأة اليمنية مقصاة وان المرأة كذا.. فالمرأة اليمنية وضحها السيد حسين سلام الله عليه يعني على ما هو في القرآن الكريم.
حصار شامل
كم المدة التي ضرب فيها الحصار على مران.. وما تفاصيلها ؟
 صعده مازالت محاصرة إلى الآن.. وبالنسبة للحصار الذي دار على مران أكثر من ثلاثة وثمانين يوماً يعني ثلاثة أشهر ناقص عدة أيام لم يدخل هذه المنطقة حتى نص كيس طحين إلا بالخفية وبالتسرب ليلاً، يعني بعد مشقات كبيرة حتى وصل الحال بالنسبة للمواد الجراحية في نفس المحافظة كان في ايام الحرب الأولى ممنوع أنك تأخذ أي مواد جراحية إلا بورقة من وزارة الصحة أو من القسم أو من البحث الجنائي وأنت في صعده تبعد منطقة صعده مسافة كبيرة من منطقة مران من الحرب.. ممنوع انك تطلب أية مواد جراحية إلا بعد أن تجيب ورقة من القسم أو ورقة من وزارة الصحة وصلت الى حد هذا المستوى بل وصل الحصار الى حد أنهم منعوا حتى دخول الماء للجرحى.. ففي أي حرب في العالم كان يمنع دخول المواد العلاجية أو الإسعافات الأولية أو مياه الشرب.
ثورة قرآنية
 استاذ طه يعني هل كانت ثورة الشهيد القائد كما يقول البعض بأنها ثورة مسلحة؟
ثورة الشهيد القائد.. ليست ثورة مسلحة إنما هي ثورة قرآنية تنبه الناس من خطورة المرحلة بل كانت ثورة السيد الشهيد القائد ممثلة عن ملازم مقاطعة البضائع الامريكية والاسرائيلية ممثلة عن الانفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى توعية المجتمع للانفاق في سبيل الله ممثلة عن الفعاليات الدينية وإحياء للمناسبات التي تتعلق بالرسول الأعظم أو الإمام علي أو الغدير أو غيرها.
عدم الاعتداء
عندما رأى السيد جحافل الجيش الذي كان حتى مضلل عليه تتدافق نحو صعده او نحو جبل مران ماذا كانت توجيهات السيد ونصائحه لكم؟
 كانت توجيهات السيد سلام الله عليه واضحة انهم معتدون علينا معتدون، بل كانت نصائحه للاخوان في الجبهات الأمامية بعدم الاعتداء وعدم البدء بإطلاق النار وعلينا الالتزام الحرفي بالتوجيهات التي كان يلقيها السيد سلام الله عليه بالا احد يرد بأي طلقة نار حتى يتم الاعتداء علينا فهذه كانت توجيهات السيد حسين حتى في بداية الحرب وكان يحث الناس بالصبر والارتباط بمظلومية.
في سبيل الله
هل صدر إليكم بيان له في الحرب الأولى؟
 نعم .. أصدر السيد حسين سلام الله عليه بيان في الحرب الاولى قال في هذا البيان: اعلموا أيها الأخوة أنكم تقاتلون في سبيل الله وأنكم مع الله اعلموا أيها الأخوة أنهم قد ضربوا علينا في يوم واحد أكثر مما ضربوه الأمريكيين على أحياء بغداد والفلوجة في يوم واحد وكان ذلك اليوم سمي بيوم الخميس الأسود الذي استشهد فيه السيد الشهيد زيد علي مصلح كان يوم دام ويوم شؤم.. كانت الزحوفات والضغوطات على المنطقة من كل الاتجاهات الاربع وكانت ثمان طائرات تضرب علينا ما توقفت حتى دقيقة واحدة لمدة أربعة وعشرين ساعة اضافة الى قواذف كاتيوشا تأتي من منطقة الملاحيظ كلها تضرب باتجاه مران .
هل تذكرون مواقف للشهيد زيد علي مصلح وماذا كان يمثل هذا الشخص للشهيد القائد؟
 السيد زيد سلام الله عليه كانت له مواقف كثيرة.. فمن مواقفه الصمودية البطولية اذكر وهو يتكلم مع أحد الإخوان في أيام الجبهة الأمامية في موقع “جارية” وقد قال له أحد المجاهدين صف لي الحرب يا سيد زيد قال: والله ما ريح البارود عندي إلا كريح العطورات ووالله ما شوقي لمقاتلتهم ومجاهدتهم إلا كشوق ذلك الرجل الذي منتظر في الصحراء جائع منتظر لفريسته كيف شوق ذلك الرجل….فكان الشهيد زيد علي مصلح اليد اليمنى للسيد حسين سلام الله عليه بصموده بصبره
بل وكلمه أحد الإخوان في اول أيام الحرب لزيارة زوجته يطلع يزورها قبل ان يستشهد فلم يتحرك من مكانه ومترسه حتى استشهد وقال يومها: سأجعل هذه الكلمة أو العبارة عندما استشهد قال سأجعل من مكاني هذا سلماً للنصر أو معراجاً للشهادة فاعتبرها كلمات سيسطرها التاريخ بماء من ذهب .
بل وقد أرسل قصيدة شعرية للسيد حسين قبل استشهاده قال في أواخرها
والله لن يصلوا إليك بجمعهم .. حتى أوارى في التراب دفينا
وقد ألقى محمد ملفي أحد الشهداء الذي كان متواجدا معنا في الحرب قصيدة شعرية عزاء للشهيد زيد علي مصلح مخاطباً بها السيد حسين بقوله :
طائر الشوق بالاشواق ودي مقالي
وانشره في ربى مران نفسي فداها
واهدي الحان قلبي شامخات الرجال
من لهم ضجت الدنيا وهبت اساها
وانحني في سما الخربان قبل ثراها
رتل الفاتحة وابكي خيار الرجالي
من لهم ضجت الدنيا وهبت اساءها
وانقل العهد والقسم منا ما نوالي
غير من كان في سلمان من آل طه
يقصد سيدي حسين في منطقة سلمان قال:
وانقل العهد والقسم منا ما نوالي
غير من كان في سلمان من آل طه
الحسين الذي صار رمز المعالي
قدم الحل في القرآن ورفع لواها
 شاعر المسيرة القرآنية المشهور بمحسن النمري كيف كان السيد مثلا ينظر إلى الشهيد الشاعر؟
 كان السيد معجباً بشعره كثيراً، لانه كان في بداية قبل الصرخة هناك فعاليات كبيرة تقام في منطقة مران ويأتي الشاعر النمري وبصراحة وبحقيقة ليس مجاملة أن الشاعر النمري هو من افضل شعراء المسيرة القرآنية وهو من طبق أقواله أفعاله حتى سقط شهيداً في معركة الحرب الثالثة.
 طيب سيدي الكريم هل كانت توجد بوادر للسيد حسين بدر الدين الحوثي في إيقاف الحرب قبل بدء العدوان من السلطة ؟
 نعم كانت هناك بوادر كبيرة من السيد حسين سلام الله ورحمة الله تغشاه.. كان بيته ومنزله مفتوح لأي شخص يريد التحاور معه سواء من قبل السلطة أو من المشايخ أو من غيرهم فأي شخص يريد لقاءه والتحاور في القضية.. فكانت هناك بوادر جيدة جداً من هذه البوادر عند الشيخ مجاهد أبو شوارب عندما التقى بعلي عبدالله صالح قبل الحرب الأولى وقال له يا علي عبدالله انا مستعد اجيب لك حسين بدر الدين الحوثي من دون حرب أي شيء ولكن بشرط واحد ان اجيب السيد حسين الحوثي ولكن في وجهي..ف
رفض علي عبدالله صالح وقال : إذا أنت باتجيب حسين الحوثي جيبه الى صنعاء وانتهت المشكلة.. حتى تكلم السيد حسين مع القناة في المقابلة التي اجريت له في الـ(بي بي سي) قال يا أختي عندما تكلمت.. قال يا أختي.. هؤلاء ليسوا وسطاء هؤلاء هم رسل عبارة عن رسل تعال جاوب..
يا اختي ليس هناك أي بوادر من قبل السلطة باتخاذ قرار ايقاف الحرب أو اتخاذ أشياء.. يا أخي كان المفروض من علي عبدالله صالح أو القائمين على السلطة سابقاً ان يرسلوا هناك وساطة قوية مشايخ للتحاور في الموضوع للنقاشات ولكن بدأت حرب هكذا مفاجئة عدوانية حرب ظالمة على السيد حسين واتباعه ومن كانوا في المنطقة موجودين.