الصراع مع العدوان منحنا القوة؟!.

بقلم/ زيد البعوه.

قد يستغرب البعض من هذا العنوان كيف العدوان والحصار والقتل والدمار زادنا ومنحنا قوة؟ نعم لو نأتي لنقارن بين الشعب اليمني قبل العدوان وأثناء العدوان واليوم سيجد اننا رغم الوجع والحصار والشهداء والدمار ازددنا قوة ليست فقط قوة معنوية ونفسية بل حتى قوة عسكرية فنحن عندما اعتدى علينا طواغيت العالم قبل 3 سنوات كان الكثير منا بدون قضية وبدون مواقف مشرفة ضد المستكبرين لكن اليوم تمسكنا بحبل الله ووثقنا به لأنه القائل ولله القوة جميعا والقائل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين واليوم أصبحنا أقوياء بقوة الله لم تقهرنا جحافل وجيوش وقوة العالم المستكبر لا نفسياً ولا عسكرياً ليس هذا فحسب بل انطلقنا لنطور قدراتنا العسكرية حتى أصبحنا دولة بالستية ودولة تصنع الطائرات المسيرة رغم العدوان والحصار الم نزدد قوة؟ بَلَى أصبحنا أقوى مما كنا عليه قبل العدوان..

لن نأتي لنتحدث عن القوة من حيث الماديات والشكليات والعدد والعدة فقد ظهرت جلية وواضحة امامنا كم هي ضعيفة في دول العدوان فلا يخفى على أحد أننا نواجه أقوى دول العالم من حيث المال والسلاح ولكن صمود وثبات وقوة الإيمان التي في داخل قلوب الشعب اليمني أثبتت بالدليل القاطع ان القوة الإيمانية والنفسية هي القوة الحقيقية.. كان الهدف الرئيسي ولا يزال لدول العدوان هو إضعاف وقهر الشعب اليمني وإذلالهم وإعادتهم إلى مربع الوصاية الدولية يتصرفون في شؤوننا السياسية والسيادية والعسكرية والاقتصادية كيفما يشاءون لكن قوة الإيمان التي في داخل قلوب اليمنيين حالت دون وصول الأعداء إلى أهدافهم فلم نضعف لأننا نجاهد في سبيل الله ولم نقهر لأن قضيتنا عادلة ولم ننكسر لأن منهجنا وثقافتنا محقة ولم نهزم لأن قيادتنا حكيمة وقوية وعلى ثقة عالية بالله لهذا لم يصل العدوان من خلال جرائمه وطغيانه إلى نتيجة معنا إلى درجة اننا أصبحنا أقوياء وأصبح أعداؤنا ضعفاء مادياً وعسكرياً وهذه سنن الله وقوانينه على مر التاريخ..

كان الجيش اليمني يمتلك بعض الصواريخ الروسية القديمة التي أصبحت من الماضي واليوم أصبح الجيش اليمني يصنع صواريخ بالستية يمنية تقطع مسافات طويلة وتدمر تحصينات ومطارات وقواعد العدو كان اليمن يعاني باستمرار من طائرات تجسسيه أمريكية وأجنبية تجوب أجواءه بين الفينة والأخرى دون أن يحرك ساكناً واليوم أصبح الجيش اليمني يمتلك طائرات صنعها بيديه وصارت تشارك في العمليات العسكرية للدفاع عن الوطن والشعب وقهر وهزيمة المعتدين والمحتلين كان الجيش اليمني مفككاُ وضعيفاً نتيجة سياسات الأنظمة السابقة ونتيجة إرادة أمريكا التي سحبت صواريخ جيشنا خصوصاً الأرض جو واليوم تم تطوير ما تبقى منها وأصبح لدينا منظومة دفاع جوية لا بأس بها تسقط الطائرات الحربية المختلفة والمتطورة والحديثة وتجبرها على الهروب كل هذا بفضل الله وبفضل القيادة والإرادة الفولاذية التي يملكها الشعب اليمني وعلى رأسهم رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية..

ولكي نكون على يقين أن الصراع الذي يخوضه الشعب اليمني مع دول العدوان منحنا القوة تعالوا نحسب عدد الجبهات التي يواجه فيه أبناء اليمن من ابطال الجيش واللجان الشعبية وهم يثبتون في وجه العدوان ومرتزقته سنبدأ من صنعاء جبهة نهم ثم جبهة الجوف وجبهة صرواح والمخدرة بمارب وجبهة منفذ الخضراء وجبهة ميدي وجبهة في البيضاء وجبهة في الحديدة وجبهة في تعز وجبهة في لحج وجبهة في شبوة هذا بالنسبة للجبهات الداخلية ثم جبهات حدودية في جيزان ونجران وعسير وفي كل منطقة أكثر من جبهة يعني حوالي أربعين جبهة داخلية وحدودية أضف إليها قصف الطيران المتواصل في الليل والنهار وأضف إليها الحصار الاقتصادي ثم تعالوا نحسب عدد دول العدوان بما تمتلكه من إمكانيات عسكرية ومادية السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا ومصر والبحرين والكويت والسودان وأكثر من 17 دولة تعتدي على اليمن عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وامنياً وفي كل المجالات أضف إلى ذلك استيراد مرتزقة من مختلف دول العالم من السودان وبلاك ووتر الأمريكية حتى وصل بهم الحال الى الاستنجاد بباكستان ورغم كل هذا استطاع الشعب اليمني أن يصمد وأن يواجه وأن يتحدى كل هذه الدول ويدافع عن نفسه وعن وطنه ويلحق بهم شر الهزائم العسكرية ويحافظ على عزته وكرامته أليس في هذا ما يثبت أن الصراع مع العدوان منحنا القوة؟ بلى والله وقد قالها الرئيس الصماد في أكثر من كلمة له أنه لو كان هذا العدوان على دولة أخرى لما صمدت ولكانت انهارت في الشهور الأولى من العدوان ..

إن الشعب اليمني الصامد وهو يودع 3 أعوام من العدوان بكل ما فيها من أوجاع ومظلوميات وانتصارات وإنجازات ويستقبل عاما رابعا يثبت للعالم بكله أنه الأقوى بالله تعالى وبقضيته المحقة والعادلة وبصموده وثباته المنقطع النظير وبتضحياته الجسام والصبر الطويل وإنه شعب جبار كما وصفه الله تعالى في القران أولو قوة وأولو بأس شديد ليس فقط في عصر الملكة سبأ بل حتى في العصر الحديث في عصر الإسلام تحت قيادة حفيد رسول الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله القائد العسكري والسياسي والقائد الحكيم في كل المجالات وهذا يعني أن الشعب اليمني جمع في صراعه هذا في مواجهة العدوان بين كل مقومات القوة الإيمانية والثقة بالله وقوة الإرادة والعزيمة والقوة النفسية والمعنوية وبين القوة العسكرية التي تعتمد على الله من منطلق قوله تعالى “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ” ومن حيث قوة العزيمة والإرادة في مجال التصنيع والتطوير العسكري وفي مجال الثبات والصمود في مواجهة الهجمة العسكرية والاقتصادية والإعلامية والفكرية وغير ذلك ..

لقد كتب خبراء عرب وأجانب ومحللون عسكريون وسياسيون وتحدثوا عن الشعب اليمني وعن صموده وعبروا عن انذهالهم واندهاشهم من هذا الصمود الأسطوري وتحدثوا عن شجاعة المقاتل اليمني وبسالته ولم يتحدث احد عن السعودية وأمريكا ودول العدوان لأنهم ظهروا في حالة من الضعف والركاكة خلال عدوانهم هذا على اليمن رغم إمكانياتهم لكنهم فشلوا وهزموا شر هزيمة بإذن الله.