الطيور على اشكالها…

 


بقلم/ حميد دلهام
_______________
انطلاقا من شهادة السديس يمكن الحكم على مرافئ الأمان المزعومة في شهادته التي وصل اليها العالم بقيادة(المعتوه) و (المهفوف) , من خلال الواقع المرير والرقم القياسي في الازمات العالمية والاقليمية , التي هي نتاج حتمي لتلك القيادة غير الموفقة…
مامن شك أن الأسلوب لم يختلف , وأن ترامب ومحمد بن سلمان ينتميان الى نفس المدرسة المتعطشة والمتفننه في خلق وتفجير الأزمات , والفشل الذريع في ادارتها..
ترامب كما يبدو هو الاسوء حظا في هذا المضمار, نظرا لحجم وعدد ونتائج الأزمات التي اشعلها, محاولا الاضرار والكيد لشعوب بعينها , إلا أنها كانت وبالا عليه وعلى إدارته , وعادت بنتائج عكسية..
يأتي في مقدمة ذلك محاوته تفجير الأزمة مع إيران , من خلال التهديد المتواصل بالتنصل عن الأتفاق النووي , وإمكانية قيام إدارته بنسفه وإلغائه في أي لحظة..
لقد أراد ترامب عزل ايران , فإذا به يقع في شر ما خطط له , فهناك إجماع أوروبي ودولي على ضرورة التمسك بالاتفاق , أكثر من ذلك هناك دول كثيره كانت من أقرب الحلفاء لامريك , باتت تغرد خارج السرب الأمريكي , كما هو حال فرنسا وتركيا , وعلى الطريق المانيا التى ذهبت الى إعادة التفكير في بناء قدراتها العسكرية , بعد خيبة أمل كبيره في الاعتماد على الحماية الأمريكية جراء وصول وأداء ترامب..
على نفس النسق تسير مجريات وتطورات الازمة الكورية , إخفاق أمريكي وتراجع مذل أكثر من مرة أمام صرامة وأداء الزعيم الكوري الشمالي , والذي كانت اخر صفعة وجهها لترامب هي إعادة الخط الساخن مع الجارة الجنوبية و التمهيد بشكل جاد لإعادة المفاوضات بين الكوريتين..
هذه المحاولة الجريئة وغير المسبوقة من القيادة الكورية الشمالية , من شأنها ان نجحت ليس فقط الحاق الهزيمة بأمريكا , بل سحب البساط من تحت اقدامها في منطقة هي من أكثر مناطق التواجد والنفوذ الأمريكي في العالم ..
من جانبها أزمة القدس وقرار ترامب المثير حولها , هي الاخرى شاهدا حيا على الإخفاق الأمريكي تحت إدارة ترامب , حتى أن هزيمتها في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة , تعد أكثر من تاريخية وغير مسبوقة في تاريخ السياسية الأمريكية. ..
ازمات لاتنتهي لها أول وليس لها آخر..وما يستجد منها يثير أكثر من سؤال.. فبعد الأزمة مع باكستان , ترى أين سيحط ترامب رحاله ؟؟ وما هي المحطة القادمة. .؟؟ ومتى سأتي الدور على البقرة الحلوب..؟؟
بن سلمان يسير على نفس الخطى ويتلقى نفس الصفعات , صفعات متتاليه كان آخرها فشله الذريع في إشعال الأوضاع في لبنان , بعد ان أتى بمالم يأتيه أحد من الصلف والعنجهية واحتجاز ريئس وزراء بلد زائر واجباره على تقديم الاستقالة…
هكذا يسير العالم الى مرافئ الأمان المزعومة , ويحث الخطى نحوها , بشهادة أحد أبرز علماء السلطة في التاريخ الحديث…