حديث الساحِلْ!

تقرير  / مصباح الهمداني 

————-

في جبهة الارتزاق!
1- كبير المرتزقة يتصل بأحدِ القادة في الرياض ويقول له:
إننا نُبادْ عن بكرةِ أبينا فأبناء الخوخة، غالبيتهم متحوثين، ففي النهار مُسالمين ومعنا، وفي الليل يزرعون العبوات لقتلنا.. الوضعُ فوقَ الوَصف، فالحوثيين يحاصروننا من كل جانِب، وطريق يختل بأيديهم، وخُبرة طارق لا يهشوا ولا ينشوا بعد أن أوقعونا في الفخ، أصبحوا في حالة ذُعر لا توصَفْ، والآن أصبحنا نتفرَّج على إخواننا يسقطون بالعشرات..
ويأتيه الجواب:
اصبروا وقاتلوا بشجاعة واقتحموا طريق يختل.. يقاطعه كبير المرتزقة قائلاً:
-أي شجاعة وأي بطيخ! أحدثك الآن وآنا فوق إحدى المدرعات البعيدة عن الاشتباكات.
يجيبه القائد في الرياض وهو يبتلع الطعام ويقول:
-طيب أوصف لي المشهد بالضبط الآن.
– اسمع..اسمع الآن أمامي مدرعة تحركت فأخذتها قذيفة ، وتحركت ثلاث دبابات باتجاه الطريق العام قبل خمس دقائق والآن تشتعل منهن اثنتان.. وهناك عند الدوار مجموعة من الشباب حوالي 15 فرد، أراقبهم بالناظور، يلفون حول الدوار لا يعرفون من أين يأتي الرصاص، ولا يعرفون أين يتجهون، سقط منهم للآن 9.. يقاطعه القائد في الفندق:
-يا ملعون سدَّيت نفسي، وكأنك تذكرني بالضبط بما حدَث في ميدي .. فيجيبه كبير المرتزقة:
-أيوة سديت نفسك! لكم المندي والمضبي والكبسة والمشوي ولنا الموت من قبل في ميدي والآن في الساحل يا…
وينقطع الاتصال..

2-يأتي أحد المرتزقة إلى كبير المرتزقة حاملأً الهاتف بيده ويقول:
-يافندم أمك تريدك!
-وماذا تريد هذه المجنونة الآن..يقولها بهمس ثم يمسك الهاتف وما إن قال ألوه.. حتى صرخت أمه في وجهه:
-“يا مُكرِدْ جائتني أم عبُّود وأم قاسم وأم عبدو وأم نعمان وهن يصيحن ويبكين وقالين جابوا لهن أولادهن مقتولين ملفوفين في أكياس سوداء، ورجموا لهن الجثث ولا وهبوا لهن سلاحهم، ولا بياس ولا حتى ريال واحد، وحالتهن حالة، لمو ما تهبوا لهن فلوس سعودي راتب أولادهن؟ “
-يا أمي أولاً: السلاح يأخذوه السعوديين وهم المسئولين. وثانيا: ما قد استلمنا الا شهر واحد فقط، والباقي كلها مواعيد وكذب وخليها على ربك بس..
– “إذًا على مو تقاتلوا لا وفقكم! لا دنيا ولا آخرة!”
-الدنيا حامية، مع السلامة يا أمي. ويقفل الخط في وجهها. ثم يصرخ في وجه المرتزق:
-يا ابن ال… أي اتصال يأتي قل لهم مش موجود، إلا اتصالات الضابط خلفان أو الضابط سعود فقط أو أي اتصال من الرياض أو ابو ظبي.

3-يأتي طقم عليه أربعة مرتزقة يمنيين وإثنان غير يمنيين، ينزل أحدهم وكأنه كلبٌ يلهث،ويصيح لكبير المرتزقة:
-يا فندم ليس أمامنا إلا أن نموت أو نستسلم أو نهرب.
-وأين نهرب يا غبي، فليس سوى البحر أمامنا..ثم يتلفت نحو البحر ويكمل حديثة:
– طيب طيب .. ماهو الجديد؟
-الجديد أن أكثر من 23 مدرعة الآن في الطريق أحرقوها.. ومن كان عليها إما أسير أو تفحَّم.
ارتعش كبير المرتزقة لا إراديًا، وما هي إلا بُرهة، وإذا بقذيفة تأتي ملتهبة لتلتقط ذلك الطقم بمن فيه…
يختبئ كبير المرتزقة داخل المدرعة ويتناهى إلى مسامعه صوتُ أحدِهم يقول من خلال مكبر الصوت:
-سلموا أنفسكم، وأنقذوا أرواحكم، فأنتم محاصرون من كلِّ جانب، ولا نُريدُ قتلكم.

***
كل ما سبق هو حديث الساحل وهو واقع الحال للمرتزقة العملاء من الخوخة إلى يختِلْ!
***
وأما حال رجال الرجال؛
فالصورة هي التي تتحدث، وصورُ الأسود خير من يُعبِّر…
فهُم بحق همُ الصواريخ الباليستية في معركة الساحل!
ولا نملك إلا أن نرفع أيدينا تحيةً لهم!
ونسجد بجباهِنا شُكرًا لله!
ونُردد معًا:
اليمنُ مقبرةُ الغُزاة!

د.مصباح الهمداني
#الخوخة
#يختل
#الساحل