جرائم العدوان الأمريكي السعودي في انتظار العدالة

تقرير – جمال الأشول

مع استمرار المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي على مدار الساعة ضد الشعب اليمني ، تبرز أسئلة عديدة بشأن إمكانية تجريم أمريكا التي يصطف خلفها تحالفاً إقليمياً دولياً في مقدمته الكيان السعودي والصهيوني ، واقتياد مجرمي الحرب فيها إلى العدالة الدولية التي تغض في نوم عميق .

فتلك المجازر تمّ -ويتم- التخطيط لها من قبل المؤسسة الأمريكية السعودية بشقيها السياسي والعسكري، بل هي جزء من العقيدة والعقلية السعودية الأمريكية ، حيث تعتبر الركيزة الأهم لأمريكا والسعودية وكل الدول المشاركة في العدوان على اليمن كتحالف إرهابي مارق في تاريخنا المعاصر.
جرائم العدوان في اليمن
منذ اليوم الأول من اعلان العدوان على اليمن من واشنطن ، في 26 مارس / 2015م أرتكب تحالف العدوان ويرتكب مئات المجازر البشرية بحق المدنيين اليمنيين

المجازر الفظيعة التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي بحق البشر والحجر في اليمن بمختلف الأسلحة الفتاكة منها المحرمة دولياً وفق القانون الدولي ، الأخطر في هذه الجرائم هو استهداف المدنيين، وبشكل خاص الأطفال في مدارس التعليمية ، حيث كانوا يعتقدون بأنها ملاذ آمن بحكم تبعيتها الأممية.

فمن حق أمريكا أن تفخر بأنها الكيان الشيطاني المدمر وبطولته هي إبادة الجنس البشري، وسجلها في المنطقة شاهد وشهادة على استحقاق أمريكا الجائزة الكبرى في مجالات عديدة، أولها التفنن في تدمير كل المقدسات الدينية والتاريخية وكل المحظورات من أبادة أرواح الأبرياء إلى حرمان الأحياء من أبسط مقومات الحياة ، وحرمان الجرحى من التعلق بالحياة وأدوات إنقاذهم وإسعافهم ، وصولاً إلى قتل الشعب اقتصاديا عبر الحصار البحري والبري والجوي التي تفرضه على اليمن .
وتشير تقارير دولية ويمنية إلى أن تحالف العدوان الأمريكي السعودي دمّر 404,485 وحدة سكنية بالكامل خلال الـ 800 يوم من العدوان الجاري على اليمن .

وبحسب إحصائيات تقرير المركز القانوني اليمني لأعداد الشهداء في اليمن خلال 800 يوم من العدوان ، فقد استشهد 12,574 يمنيا خلال الفترة نفسها من العدوان – منهم الفين و 689 طفل والف و 942 نساء و سبعة الف و 943 رجلا مسنا- بينما بلغ عدد الجرحى 20,820جريحا – منهم 2,541 طفلا و2,115 امرأة و16,164 رجلا – فضلا عن ذلك أشار تقرير المركز القانوني إلى أن اثنان مليون وخمسمائة الف (2,500,000 ) فقدت المأوى بشكل دائم.

وبحسب التقارير ، فقد ارتفع المستشفيات والمرافق الصحية التي دمرها العدوان إلى 294 ، وتدمير 363 خزان وشبكة مياه ، و353 شبكة ومحطة اتصالات ، و 221 مزرعة دجاج ومواشي ، فيما ارتفع عدد المنشآت والمقرات الحكومية المستهدفة إلى 1,633 منشئة حكومية – فيما دمر العدوان 14 ميناء يمني ، وتدمير 15 مطار ، و تدمير 746 مسجد في انحاء اليمن ، فيما تضرر وتدمر 775 مدرسة ومعهد علمي ، وتدمير 230 منشأه سياحية ،

ولا يكتفي تحالف العدوان بتدمير أحياء بأكملها في اليمن ، بل يعمد – وفق مشاهد موثوقة لجهات رسمية وحقوقية نشرتها وسائل الإعلام – إلى استهداف مساعي إسعاف الجرحى وإجلاء الضحايا .

وتواجه المشافي حالة حرجة في ظل نقص المستلزمات الطبية والحصار وضعف المساعدات الخارجية ، إضافة إلى تعرضها للدمار جراء القصف المباشر والحصار المطبق .

ووفقا لتقارير دولية ويمنية ، فقد تم تدمير و تضرر 294 مستشفى ومرفق صحي ، بسبب استهداف طيران العدوان المباشر لها وتدميرها ، أضافة إلى اغلاق عدد من المرافق الصحية لعدم وجود ادوية علاجية فيها اثر الحصار البحري والجوي والبري المطبق على اليمن .

الفرق والكوادر الطبية هي الأخرى نالت حصة من العدوان ، طاقم طبي يعمل في مستشفى تابع لمنظمة اطباء بلا حدود في منطقة عبس بمحافظة حجة تعرض للقصف في 15 أغسطس العام الماضي ، مما أدى إلى استشهاد 19 من أفراد الطواقم الطبية العاملين في المستشفى واصابة أكثر من 24 آخرين ، ناهيك عن الاستهداف المباشر لسيارات النقل منها سيارات الإسعاف ومن فيها من أطباء ومسعفين ومنعهم من نقل القتلى والجرحى ، حيث وصلت سيارات النقل المستهدفة بحسب إحصائيات المركز القانوني إلى 2,762 سيارة نقل .

وكان استهدف تحالف العدوان 162 محطة كهربائية في اليمن ، الأمر الذي أدى إلى انقطاع الكهرباء تماما عن اليمنيين ، مما تعرض عشرات الحالات في أقسام العناية المركزة للخطر، وكذلك الأطفال الخدج في الحضانات إلى الموت .

تحالف العدوان قصف الحجر والشجر منها ، المعالم التاريخية والدينية في مختلف انحاء اليمني التي حملت معها دائما كل العناوين وكل العناصر وكل الأبعاد الأخرى المتعلقة بالعقيدة والهوية والانتماء والتاريخ والحضارة والجغرافيا والتراث ، حيث دمر التحالف 207 معلما أثرياً ، ووفقاً لإحصائيات المركز القانوني دمر تحالف العدوان كل من :
103وتدمير منشأة رياضية ، 114 منشآت جامعية ، وتدمير 26 مشأة إعلامية ، وتدمير 676 مخزن غذاء ، واستهداف 528 ناقلة غذاء ، وتدمير 1733 طريق وجسر ، وقصف 5,769 منشأة تجارية ، واستهداف 1,784 حقل زراعي ، وتدمير 552 سوق تجاري ، وقصف 289 مصنع ، وتدمير 318 محطة وقود ، واستهداف 242 ناقلة وقود .

الإرهاب الأمريكي السعودي
وضح الوجه الحقيقي الإرهابي لأمريكا والسعودية والأمارات وكل الدول المتحالفة في العدوان على اليمن التي استخدمت على الدوام سياسة البطش وارتكاب المجازر لتحقيق أهدافها في اليمن والمنطقة العربية كذلك ، وقد لخصت السياسة الأمريكية “إن الوضع في اليمن سيسوى بالقوة العسكرية” أهم المنطلقات الاستراتيجية لتحقيق أهداف أمريكا وإسرائيل، وتنفيذ برامجها التوسعية في اليمن والمنطقة العربية، فكانت المجازر المستمرة المنظمة من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإجرامي ضد الشعب اليمني بمختلف الأسلحة الفتاكة منها المحرمة دولياً ، من أبرز العناوين للتوجهات الأمريكية والإسرائيلية، وخاصة من أجل استسلام الشعب اليمني الصامد والمقاوم ، إضافة إلى حمل أكبر عدد ممكن من اليمنيين على الرحيل عن أرضهم وإحلال التنظيمات الإرهابية بمكانهم ، والمناطق الجنوبية خير دليل .
ومع استمرار العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ، وقتل مزيد من المدنيين – وخاصة الأطفال- فضلا عن تدمير عشرات المنازل يوميا، بمختلف الاسلحة منها القنابل العنقودية والفسفورية واليورانيوم تثبت أمريكا أنها دولة الإرهاب المنظم في العالم دون منازع. .

تجريم مجرمي الحرب .
يلحظ المتابعون أن المجازر الأمريكية -السعودية المستمرة من الأدوات الأساسية وحلقة في سلسلة سياسات ثابتة في العقيدة الامريكية لدفع اليمنيين عن الاستسلام والخضوع للعدوان للسيطرة على اليمن .

وتبعا لما تقدم، ورغم من مطالبات منظمات حقوقية دولية إلى تجريم السعودية وأمريكا جراء المجازر اليومية التي ترتكب بحق المدنيين في اليمن على مدار الساعة ، إلى أن مجلس الأمن والجنايات الدولية تنحاز إلى صف الجلاد ضد الضحية
فمهما طال الزمن بمجرمي الحرب ، فالله ولي الشعب اليمني وسيقتاد مجرمي العدوان إلى العدالة ، عدالة الله وعقابهم على المجازر المرتكبة بحق اليمنيين منذ اكثر من عامين إلى الآن على هذا العدوان الذي فشل عن تحقيق أهدافه ، سوى من ارتكاب هذه المجازر البشرية .