تصاعد الخلافات القطرية السعودية

تقرير / دار مراد

تتنافس كل من قطر والسعودية على دعم الحركات الاسلامية في المنطقة وزيادة نفوذهما الاقليمي وكسب الولايات المتحدة والدول الغربية الى جانبهما ,ففي الوقت الذي تعتمد السعودية الى كسب الحركات والفصائل الاسلامية السلفية ,تسعى قطر الى دعم الحركات الاخوانية وحزب الله والقاعدة ,والاعتمادعلى هذه الحركات في تقوية دورها في الخلافات المزمنة وبين الدولتين الخليجيتين والمتعلقة بقضايا الحدود والانتماء القبلي في الخليج العربي .
وتصاعد الخلافات السعودية القطرية الى مرحلة الصراع في الفترة الماضية مع ما يسمى بالربيع العربي , حيث سعت قطر الى لعب دور اقليمي وان تحل محل السعودية في الخليج كحليف قوي للغرب وأميركا وقد قامت بتنسيق مواقفها مع اميركا كما انها ارادت ان يحل الاسلام الاخواني محل الاسلام السلفي السعودي وقد سعت قطر الى الإتيان بحكومات قريبة من الاخوان الى سدة الحكم في بعض الدول العربية التي شهدت اضطرابات بدلا عن انظمة قريبة من السعودية وهكذا عمدت الدوحة الى تعزيز علاقاتها مع منافسي السعودية بالمنطقة ,وبدورها تنبهت السعودية وسعت الى استغلال هذه الازمة لضرب الدور القطري ايضا والذي ازداد بعد التحرك القطري في مصر ابان فترة حكم الاخوان المسلمين ما اشعر السعوديين بالخطر.وبان قطرتهدد دورها وستغير النظام السياسي الاقليمي لغير صالح السعودية وحلفائها ولذلك سعت الرياض الى استغلال الأزمة السورية لاعادة ترسيم النظام الاقليمي وكان هذا جزءا من السياسة السعودية ضد ايران وحلفائها بالمنطقة وكان واضحا ان السعودية تريد عبر اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد ايجاد توازن بين ما يسمى محور الاعتدال (المحور السعودي الاميركي في المنطقة) و محور ايران والى جانبها قطر وحزب الله والتي كانت تدعمه خلال الحرب الاسرائيلية مع حزب الله.
اختلفت النظرتان القطرية والسعودية في سوريا حيث ارادت قطر الاستفادة استراتيجيا واقتصاديا وسياسيا وايديولوجيا من الازمة السورية لتكتسب دورا اقليميا وبما ان قطر كانت بعيدة عن الخطر الجغرافي الذي تشكله الجماعات المسلحة في سوريا فانها عمدت على غرار تركيا الى دعم الجماعات المسلحة في سوريا مثل جبهة النصرة واحرار الشام وبعض الجماعات الصغيرة بالاضافة الى تقديم دعم كبير لتنظيم داعش لكن السعودية في المقابل عمدت الى دعم جماعات مسلحة يمكن السيطرة عليها بشكل اكبر مثل جيش الاسلام او الجيش الحر ولذلك اصبحت قطر تدعم التيار الاخواني او من كان اكثر تطرفا من التيار الاخواني فيما دعمت السعودية من كان سلفيا اكثر بين صفوف المعارضة السورية ولذلك تسبب الخلاف القطري السعودي بحدوث صراعات بين الجماعات المسلحة في سوريا وهكذا دعمت قطر والسعودية من حيث لا تدريان اعدائهما في المنطقة.
وقد وصل التنافس في سوريا بين السعودية من جهة وبين قطر وتركيا من جهة أخري الى حدوث حرب اعلامية بين الجانبين ومن ثم تدخل مجلس التعاون في الخليج العربي وسحبت الدول الاعضاء في المجلس سفرائها من قطر ورغم ان قطر لم تعدل موقفها في سوريا لكنها في النهاية خفضت حدة التوتر مع السعودية لتبقيها على المستوى الاعلامي فقط لكن الاتراك واصلوا الدور الذي كانت تؤديه قطر.
فبلرغم نفي قطر تصريحات أميرها تميم بن حمد، والتي اشار إلى دعم بلاده إيران على حساب دول الخليج، ونشرت عبر وكالة الأنباء القطرية، وهاجم كلا من أمريكا ومصر والسعودية والإمارات، إلا أن وسائل الإعلام العربية، وخصوصًا الخليجية، لم تقتنع بالنفي القطري، وشنت هجمة على أمير قطر، لم يسبق لها مثيل.
وقال امير قطر “لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله”، مطالبًا مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بـ “مراجعة موقفهم المناهض لقطر”، ووقف “سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة”، وأعلن مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري، سيف بن أحمد آل ثاني، أن “الجهات المختصة بقطر ستباشر التحقيق في هذا الأمر لبيان ومحاسبة كل من قام به”.
وتحت عنوان “قطر سخرت إمكاناتها لتكون صوتاً للجماعات المتشددة”، هاجم موقع قناة “العربية”، قطر وأميرها، قائلة: “قطر التي سخرت إمكاناتها لسنوات طويلة لتكون صوتاً للجماعات المتشددة، ومن بينها القاعدة، فكانت تنقل رسائلها بما فيها المشفرة إلى العالم، بالإضافة إلى إسهامها في خلط الأوراق في المنطقة، إثر الثورات قبل ستة أعوام، فوقفت إلى جانب جماعات متشددة وأخرى ذات ارتباطات بتنظيمات إسلامية مسلحة مساندة جماعة الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة في كل من تونس وليبيا ومصر”.
قضايا عديدة اثارها ترامب في زيارته الى المنطقة والتي استهلها الى السعودية واجتماعه مع 55 من رؤساء حكومات دول اسلامية قد حركة قضايا كانت عالقة ومنها الصراع الاسرائيلي العربي الفلسطيني و ومحاربة ايران و الصراع اليمني ودورها في المنطقة و الصراع الخليجي – الخليجي واولها الذي تفجرها بين قطر و السعودية والذي سيتطور الى باقي دول المنطقة والاحداث القادمة.