هكذا وضع “ولي العهد” كوشنر لمسته على صفقة الأسلحة قبل زيارة ترامب الرياض

الجوف نت
تقرير قناة الميادين 
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” تفاصيل عن المحادثات الأميركية السعودية التي أوصلت إلى الصفقة العسكرية الضخمة بين واشنطن والرياض والتي يتوقع أن يعلن عنها ترامب خلال الزيارة. 

وقالت الصحيفة الأميركية في الأول من أيار/ مايو استقبل صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر وفداً سعودياً رفيعاً في غرفة استقبال بالقرب من البيت الأبيض قائلاً “فلننهِ الأمر اليوم”.

كان كوشنر وفق الصحيفة يشير إلى صفقة الأسلحة بقيمة 100 مليار دولار التي أرادت الإدارة الأميركية التوصل إليها مع السعوديين بحيث يتم الإعلان عنها خلال زيارة ترامب إلى المملكة نهاية هذا الأسبوع.

وتابعت “نيويورك تايمز” أن الجانبين ناقشا لائحة المشتريات ومن بينها طائرات وسفن وقنابل موجهة بدقة، قبل أن يطرح مسؤول أميركي فكرة شراء السعودية منظومة رادار لإسقاط الصواريخ البالستية. 

استشعر مسؤولون في الإدارة الأميركية أن التكلفة قد تتسبب بمشكلة في إتمام الصفقة فما كان من كوشنر إلا أن أمسك سماعة الهاتف واتصل بماريلين هيوسن المديرة التنفيذية لشركة لوكهيد مارتن التي تصنع منظومة الرادار وسألها عن إمكانية تخفيض السعر. فأجابته إنها ستنظر في ذلك، وفق ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين. 

تدخل كوشنر بنفسه في صفقة الأسلحة دليل إضافي على استعداد البيت الأبيض التخلي عن العرف لمصلحة إنجاز صفقات كما أنه يؤشر إلى آمال الإدارة في تغيير موقف أميركا في الشرق الأوسط نحو القوة الصلبة لا الدبلوماسية التقليدية. 

وقالت الصحيفة “إن البيت الابيض وشركة لوكهيد رفضا التعليق على الاتصال بين كوشنر وهيوسن”. ونقلت عن مسؤولين حاليين وسابقين أن اتصال كوشنر لم يبد أنه ينمّ عن خرق قانوني. 

مسؤولون في البيت الأبيض قالوا إن كوشنر بدأ بإقامة علاقات مع أفراد في الأسرة السعودية الحاكمة خلال المرحلة الانتقالية، ومن ثم كان من الذين حضروا على تلك المائدة التي جمعت حماه بولي ولي العهد محمد بن سلمان. 

وخلال الاجتماع في مطلع هذا الشهر عرض كوشنر رؤية استراتيجية للعلاقة السعودية الأميركية. لكن مسؤولين أكدوا أن عمل كوشنر على عقد الصفقة كان جزءاً من جهود أكبر تشمل وزارتي الخارجية والدفاع والأمن القومي. وقال هؤلاء إن صفقة الأسلحة ستكون عنصراً واحداً في محطة ترامب السعودية المزدحمة والتي ستتضمن لقاءاً مع الملك سلمان ومؤتمراً مع الحلفاء الخليجيين وقمة أوسع مع زعماء الدول الاسلامية وزيارة لأحد المراكز المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف.   
وتوقعت الصحيفة أن يضع إطاراً للصفقة التي تصل قيمتها الى قرابة 110 مليارات دولار خلال 10 سنوات بكونها ترمز إلى تجديد أميركا التزامها بأمن الخليج. لكن مسؤولين سابقين لفتوا إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما سبق أن صادق على عدد من الاسلحة في الصفقة المبرمة حديثاً.     


سوريالية غريبة

من جهتها وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الزيارة بــ”السوريالية الغريبة” منذ البداية حين قرر ترامب أن تكون المحطة الأولى في زيارته الخارجية السعودية وليس كندا أو بريطانيا أو حتى المكسيك. السعودية التي قال عنها يوماً ترامب إنها “تكرهنا” والبلد الذي أكد يوماً أنه ما كان ليكون موجوداً لولا حماية العباءة الأميركية.  

وتابعت الصحيفة أنه بخلاف ترامب وفريقه اللذين يمكن أن يبديا تحفظات، السعودية ليست كذلك. فقيادة المملكة حريصة على إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة والتي شهدت توترات في ظل إدارة أوباما. وفي هذا السياق أشارت الصحيفة الأميركية إلى لائحة من الصفقات العملاقة التي سيتم توقيعها، والشراكة الاستراتيجية التي سيعلن عنها. 

وقالت “واشنطن بوست” إن العدّ العكسي بدأ على أحد المواقع الرسمية لانطلاق القمة العربية الاسلامية الاميركية وهو الحدث الذي يأمل السعوديون من خلاله أن يؤكدوا أنهم اللاعب الرئيسي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنهم بحاجة ماسّة لإعادة واشنطن إلى جانبهم في تنافسهم الإقليمي مع إيران. 

المشهد السوريالي وفق الصحيفة يبدأ من السجادة الحمراء إلى عرض السيارات القديمة إلى الأحداث الرياضية والاحتفالات بما في ذلك حفل موسيقي يحييه توبي كيث الذي أحيا تنصيب ترامب.  

واضافت ان هذا المشهد يمتد ليطال الرئيس نفسه من خلال الخطاب الذي سيلقيه ترامب حول الإسلام، مشيرة إلى أن هذا الخطاب الذي كتبه مستشار البيت الابيض ستيفن ميللر لا يزال غير واضح، ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن ترامب قد يستغل الفرصة للتراجع عن تصريحاته الشديدة اللهجة تجاه التطرف الاسلامي والدعوة بدلاً من ذلك الى الوحدة بين الديانات. لكن الخبراء في مجال مكافحة الإرهاب قلقون من خطاب ترامب خصوصاً وأن آخر الاستطلاعات تشير إلى أن 84% من الشباب السعوديين يرون ترامب معادياً للمسلمين، من هنا يستبعد هؤلاء أن يغير الخطاب آراءهم. 

من جهة ثانية توقعت الصحيفة أن يواجه ترامب محادثات صعبة. وقالت إن على ترامب أن يتعامل بحذر مع الملوك السعوديين ويتجنب أن يكون طرفاً في معركة الخلافة بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان. 

“واشنطن بوست” قالت إن ترامب سيواصل دعم الحرب الدموية في اليمن وسيتجنب محاضرة المملكة حول سجلها في مجال حقوق الإنسان، مستبعدة أيضاً أن يتناول دور الدعاة المتطرفين وبعض المؤسسات الخيرية السعودية في تغذية التيارات المتطرفة والجهادية. بكلمات أخرى تقول “واشنطن بوست” الزيارة قد تكون مجرد زيارة عمل كالزيارات التي اعتادها الرئيس الأميركي وهو الأمر الذي قد يناسب كل المعنيين بها.   


الهدف من الزيارة: إشعال حرب مذهبية بمساعدة إسرائيل

روبرت فيسك تحدث في “اندبندنت” البريطانية عن هدف الزيارة الذي يتمثل بالتحضير لـ”حرب مذهبية بين دول الشرق الأوسط “السنية” وإيران “الشيعية” بمساعدة إسرائيل”.

وقال الكاتب البريطاني إن الدين الوحيد الذي يؤمن به ترامب هو المال وهو ما لدى ملوك السعودية والخليج الذين يريدون تدمير إيران وسوريا وحزب الله والحوثيين، الذي يعدّ بالنسبة للأميركيين مجرد حكاية مكافحة إرهاب. مما يعني أن ترامب سيعطي محمد بن سلمان صواريخ أميركية وطائرات وسفن بقيمة 100 مليار دولار. وحينها أميركا ستكون سعيدة وكذلك إسرائيل.
 
وتابع فيسك “أن ترامب يعيش خيال إنشاء حلف ناتو عربي” مشيراً إلى أنه سيكون في استقباله في الرياض “ديكتاتوريون ومستبدون فاسدون وقاطعو رؤوس”. وأضاف أن حقيقة أن منبع الإرهاب في الشرق الأوسط من داعش إلى القاعدة أو جبهة النصرة هو الدولة التي يزورها ترامب يجب وسيتم تجاهلها، واصفاً ما يجري بأنه أشبه بـ”الكوميديا”. 

الكاتب البريطاني قال إنه سيكون على هؤلاء أن يستمعوا إلى “هذيان” ترامب حول السلام والتطرف الإسلامي الذي سيكون أكثر الخطابات التي تنافي العقل لكون الرئيس الأميركي سيكون عليه أن يدعي أن إيران هي المتطرفة فيما داعش النسخة الوهابية السعودية هو الذي يشوّه ويدمر سمعة الإسلام في العالم.

الكاتب البريطاني الذي وصف صهر ترامب جاريد كوشنر بولي العهد قال إن الاسرائيليين سيكونون سعداء للغاية في مشاهدة السنة والشيعة يتقاتلون مع بعضهم البعض تماماً كما كان حالهم في الحرب الإيرانية العراقية، مشيراً إلى أن الإسرائيليين سبق لهم أن تميزوا من خلال قصفهم الجيش السوري وحزب الله والإيرانيين خلال الحرب السورية فيما تجاهلوا داعش وقدموا المساعدة الطبية للقاعدة (النصرة) في الجولان.  

روبرت فيسك قال إنه سيتعين على ترامب أن ينسى أمر العدالة والحقوق المدنية والأمراض، مشيراً إلى “الكوليرا” المنتشرة في اليمن اليوم إلى جانب استمرار قصف السعوديين مدعومين من حلفائهم الأميركيين قبل وقت طويل من وصول ترامب الى البيت الابيض.  

وخلص إلى أن هذا يترك دولة واحدة خارج هذه الجوقة العظيمة وهي روسيا، لكن فلاديمير بوتين يدرك جيداً ماذا يحصل في الرياض وهو سيراقب سقوط الناتو العربي. وزير خارجيته يفهم سوريا وإيران أكثر مما يفعل تيليرسون، فضلاً عن أن ضباطه الأمنيين موجودون في داخل سوريا. إلى جانب كل ذلك في حال احتاج أي معلومات استخبارية إضافية ليس عليه سوى أن يسأل دونالد ترامب.