هذا زرعكم، فأحصدوا اليوم ما كنتم تزرعون !

بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي .
اليمنيون بالأمس ينتجون ويطورون الصواريخ البالستية والدفاعات الجوية واليوم ها هم يعلنون إنتاج أنواعٍ مختلفة من طائرات (الدرونز)
(يا وعد الجن عليكم يا دول الخليج) !
هل علمتم ماذا جنيتم لأنفسكم من وراء عدوانكم على اليمن ؟!
نعلم انكم لم ولن تكونوا آسفين أو نادمين على ما أستنزفتموه من أموال رغم كثرتها في عدوانكم على اليمن، فلديكم المزيد الذي قد لا يجعلكم تتأثرون كثيراً على المدى القصير أو المتوسط كما أنكم لم تخسروا كثيراً من جنودكم طالما وقد وجدتم من ينوب ويقاتل عنكم، وأما العتاد والمؤن، فستشترون بدل الطائرة عشراً وبدل الدبابة مائةً وبدل الكلاشنكوف ألفاً وووو ..، نعلم كل ذلك يقيناً لكن ما لا تعلمونه أو تستشعرونه الآن هو أنكم بعدوانكم الغاشم هذا وحصاركم الظالم قد أجبرتم وجعلتم من اليمن البلد الفقير المعدم بلداً ينتج ويُصنّع سلاحه بصورة ذاتية معتمداً على نبوغ وتفوق رجالاته العظام وأبطاله الميامين، ومن يصنّع وينتج سلاحه بيده لن يقوى عليه من لا يعرف حتى كيف يحمل السلاح حتى وإن كانت مخازنه من السلاح المقتنى يبلغ طول كل واحدٍ منها أو عرضه مد البصر !
لا تستخفوا بما بدأ يُصنِّعه اليمني مهما قل قدره أو صغر فعله في نظركم أمام قدر وفعل ما تمتلكونه من سلاحٍ مقتنى،ً فلو استخف العالم مثلاً بما قام به الأخوان (رايت) حين صنعا طائراتهما الأولى التي بالكاد كانت تتمكن من التحليق مسافة كيلو متراً واحدا، لما امتطى أحدٌ منكم اليوم صهوة الإف 16 أو إف 15 أو الرافال والميراج والتيرنادو ووووو….، ولا بارح صهوة حماره أو ناقته ساعةً واحدةً !
كما أن من يُصنّع الجيل الأولٍ من أي شئ يتمكن منه، فإن بمقدوره تطوير ذلك الجيل وتحديثه وإنتاج جيلٍ ثانٍ وثالثٍ ورابعٍ وووووو…. !
فهل كان اليمني لولا عدوانكم وبغيكم عليه يا تُرى سيفكر في تصنيع صاروخاً بالستياً واحداً أو طائرةً أو أو ..؟!
ولمن كان سيُصنّع السلاح أصلاً وهو لم يكن يرى فيكم عدواً له على الإطلاق إلا أن تفتحوا له الطريق للوصول إلى فلسطين ؟!
أنتم اليوم من أجبرتموه على أن يعد لكم العدة وما استطاع من قوة حين إعتديتم عليه بغياً وظلماً وليس هو من ناصبكم العداء أو أضمره في نفسه، وعليكم ان تنتظروا منه من المفاجأت ما لا تتوقعونه أو يكن في حسبانكم فقد خطى اليمني خطواته الأولى في هذا المضمار ولن يرجع القهقرى أو يتوقف إلا وقد حقق لنفسه الإكتفاء الذاتي من السلاح الذي يستطيع أن يردع به كل من تسول له نفسه الإقتراب من هذه الأرض أو السماء كمرحلةٍ أولى من المشروع الوطني اليمني والقومي !
فهل أصبحتم اليوم بعد عامين من عدوانكم على اليمن أكثر أمناً من ذي قبل أم ماذا ؟! وهل ادركتم اليوم أنكم قد بدأتم تجنون ثمار ما زرعتموه لأنفسكم أم أنه قد كُتِبَ عليكم أن تظلوا من الذين لا يفقهون ؟!
هذه ليست سوى بداية الخريف وأمامكم موسمٌ طويلٌ لن ينتهي إلا وقد حصدتم كل ما زرعتموه بأيديكم في اليمن من شوكٍ وعلقمٍ وحنظلٍ لا تُظلمون أو تُنقصون منه شيئا وعلى الباغي كما يقولون تدور الدوائر !

#معركة_القواصم