لماذا تحرص داعش على ايصال فيديوهات الذبح والسحل والحرق وكل قبائحها الى كل الناس..

 تقرير/ الباهوت الخضر ….

حينما تقوم داعش بعرض مقطع وحشي لها في قتل الأسرى او المواطنين فهي تعلم مسبقا ان الكثيرين من اول وهلة سيصبون جام غضبهم عليها وتعلم ان الكثيرين يتولد عندهم دافع قوي للاقتصاص منها ..!!

فماهو الدافع الأخر الذي يجعل داعش تقدم على هذه المجازفة او على الاقل ما نراه نحن مجازفة ..؟؟!!

سنحاول من خلال الاجابة على التساؤلات الأتية عسى ان نوفق في فك طلاسم غموضه المرعب ..!! ماهي الوسائل التي تستخدمها داعش في قتلها للضحية ولماذا تنتشر بكل هذه السرعة ..؟

للإجابة على هذا السؤال يجب ان نعود الى طبيعة المقاطع التي تقوم داعش بإنتاجه ولماذا تحقق كل هذا الرواج الواسع والكبير…؟

بالنظر الى نوعية الفيديوهات التي تنتشر بشكل واسع نلاحظ انها تلك المقاطع التي تحتوي على مشاهد اكثر فضائعة هي التي تنتشر بشكل أوسع وقصد بذلك المشاهد التي تحتوي على مشاهد تعذيب اكبر للضحية .. مثلا عند مطالعتنا لانتشار مقاطع الذبح سنرى ان ان عمليات الذبح الجماعي تنتشر بشكل اوسع من تلك العمليات التي تحدث بشكل فردي للأشخاص وهذا عنصر هام أصبحت تعتمده داعش في طريقة ممارستها للقتل الجماعي للاسرى او الموطنين .. في المقابل نرى ان نسبة المشاهدة للمشاهد التي تحمل صورا للقتل عبر الرصاص ولو كانت جماعية هي اقل نسبة بكثير للمشاهد التي يتم فيها استخدام السكين لقتل الضحايا ونفس الشيء مع القتل بواسطة الإغراق رغم وحشيته ..!!

لكن نجد ان أكثر نسبة للمشاهدات والرواج حصلت لتلك المشاهد التي تحتوي على صور قتل للضحايا بواسطة الإحراق ونرى كيف ان داعش تتفنن في تصوير تلك المشاهد من عدة زوايا وبجودة عالية ..!

من هنا نجد ان داعش تستخدم اقذر الطرق لقتل ضحيتها وبما يضمن اشد نسبة من التعذيب التي يتلقها الضحية قبل موته فالاحرق يوفر عدة جوانب منها الموت البطيء والصوت المفزع الناتج عن الضحية اثناء احتراقها و كذلك الحرية المقيدة لحركة الضحية عدة أمتار يمنة ويسرة وهو ما ينقل مشهدا كامل للتعذيب المميت بداء من الصوت والحركة والنظر ومحاولة الهرب اليائسة للضحية نتيجة ربطها بسلسلة طويلة نسبيا ..!!

هل تقوم داعش باحراق الضحية فقط من اجل تعذيبه …؟؟

الموت هو الموت ليس هناك موت خمس نجوم او موت عشرة نجوم هو نفسه الألم الذي يحدث لك عندما تحرق او تغرق او ترمى بالرصاص بيد ان القتل البطيء يوحي بانه اشد لانه لا يفتك بالضحية بسرعة لكن الحقيقة هو انه سرعان ما يقوم الجهاز العصبي للإنسان بالفصل عند درجة معينة من الألم ويدخل الجسم في حالة تخدير و لاوعي كامل وما نلاحظه من تلوي الضحية وتضربها هو ردة فعل للجسم في مقاومة الخطر فقط وليس اضطراب سببه الشعور بالالم ..!!

لكن ذلك الاضطراب والحركة توقع المزيد من الرعب عن المشاهد وهذا ما تبحث عنه داعش تحديدا المشاهد …!!

تعتمد داعش بدرجة أساسية على نشر فيديوهاتها على المشاهدين أنفسهم فهم من يقومون بنشر تلك الفيديوهات ومشاهدتها وذلك بسبب الأتي : الامر الاول : من الملاحظ ان أول فيديو يشاهده الإنسان الطبيعي يولد صدمه عصبية كبيرة عنده نتيجة بشاعة المشاهد فيقوم الجسم باطلاق المسنات والمهدئات والأدرينالين الى الدم للتغلب على الصدمة فيمتنع المشاهد عن مشاهدة تلك المقاطع لفترة من الوقت ولكن هاجس الفضول وخوض التجربة مباشرة يقوده مجددا لمشاهدة هذه المشاهد في المرة المقبلة يبداء الانسان برغبه في اتمام المقطع الى الاخير ليعبر لنفسه انه يستطيع تحمل تلك المشاهد المخيفة والمرعبة وما ان ينجز اتمام تلك المشاهد حتى يشعر بالراحة والرضى عن نفسه التي اصبحت اقوى ..! وبالتالي يميل الى مشركة ذلك الفيديو مع رفقائه لإبراز مدى شدة رباطة جاشة اثناء مشاهدته جماعيا ..!!

وهكذا كل مرة يقل الشعور بالخوف ويصاحبه ارتياح عصبي نتيجة المهدائات التي تفرز الى الدم وحالة الرضى الفكرية عن السيطرة والشعور بكسر حاجز الخوف ومتابعة المشاهدة وهو الامر الذي يقوم به صانعي الافلام وبشكل خاص افلام الرعب الاجنبية ..!!

مع مرور الوقت يصبح الانسان يشعر بلذة حقيقة من جرى مشاهدة لهذه المشاهد الامر الذي قد يصل في بعض الاحيان الى حد الادمان ..!!

وتزداد خطورة هذا النوع من المشاهد على المشاهدين خصوصا مع حساب المتوسط للعمر الزمني للمشاهدين الاكثر اقبال عليها فنلاحظ ان فئة الشباب وخصوصا مرحلة المراهقه هم الاشد تاثرا نتيجة الحجة للشعور بالماهية وتكوين الشخصية خصوة سمات القوة والسيطرة التي يحب المراهق الشعور بها وبشكل اخص الذكور ..!!

هذا الامر ينعكس على تفكير المشاهد وبعد تكرار المشاهدة يميل الشخص الى الاستعداد لخوض التجربة بنفسه ليمارس دور الجلاد ويخوض المغامرة ويمارس القوة والسيطرة بذاته الامر الذي يدفعه الى الالتحاق بالتنظيم …!!

الامر الثاني : كلنا نعلم ان التعذيب بالنار مرتبط بالتفكير الإنساني بالله وهو وحده من يقوم بتعذيب المسيء بإدخاله النار جزاء أعماله السيئة فلماذا تتخذ داعش هذه الطريقة ..؟؟ لاشك ان اتخاذ داعش لهذا الطريقة هو كسر للروتين الفكري عن البشر عن طبيعة التعذيب بالنار وكيف انها خاصة بالله للمذنبين الخاطئين من عبادة وهو ما تود داعش قوله بطريقة أخرى ان ضحاياها يستحقون هذه الميتة بسبب خطأيهم من جهة ومن جهة اخرى تطفي شعور القداسة والخشية على نفسها في قلوب البشر …!!

الامر هذا يجعل المشاهد يشعر بتسليم مطلق لداعش ويشعر بحتمية قهره على يديها كما انه يسلب النفس زكاتها وفطرتها الإنسانية المبنية على الرحمة والأخلاق والإحسان ويجعلها أكثر ميل الى الحيوانية في التعامل مع بني جلدتها وهو نفسه الشيء الذي يسببه مشاهدة المقاطع الإباحية التي تتعامل مع الإنسان ككائن شهوني حيواني وتجعل من العلاقة الحميمية مجرد عمل فسيولوجي كالأكل والشرب إضافة الى تقديم العلاقة بالشكل الحيواني المقيت الذي يجعل من النساء مجرد بناء هندسي لممارسة الشذوذ.. ذا فكلاهما يسلبان النفس زكاتها ويفسدان الفطرة ويعملان على افراغ الانسان من أنسانيته ..!!

هذا بغض النظر عن الصورة النمطية القبيحة الاخرى التي تحاول ان ترسلها داعش إلى أذهان الناس باقران فضائعها بذكر الله ليترسخ المعتقد بشكل اقوى ، فحينما تقوم بالتكبير قبل بداء العملية وإثنائها مع ارفاقها غالبا بآيات قرآنية الأمر الذي يجعل وعي الإنسان يربط بين سمع التكبير وسمع تلك الآيات وداعش حتى لو كانت آتيه من مذياع سيارته أو من تلفازه في البيت أو من مأذنة الجامع أثناء رفع الآذان للصلوات وهو ما تحاول داعش غرسه في قلوب الناس لاستمرار ديمومتها ذهنيا حتى بعد الانتهاء من مشاهدة تلك المشاهد ويكفيك لتعرف ذلك ان تجرب ان تصرخ بالتكبير في احد الأماكن العامة وترى نتيجة تأثير الصورة الذهنية على المجتمع بأم عينيك ..!!

كل هذه النتائج تحتم علينا كمثقفين وكتاب وإعلاميين وشباب وعيين وأكاديميين منع انتشار هذه المقاطع في أوساط المجتمع والحد من انتشارها عبر قوانين تجرم نشرها وتحضر تناقلها أو مشاهدتها الكترونيا عبر الشبكات التواصلية والانترنت