رمضان … بدرٌ أخرى …!!!

الشاعر / ناصر جبران

سلي عنّا الرّجولة والمتونا :: ولا تدمي الشّواهد والعيونا
سلي عنّا الطفولة كيف شابت :: عواصفُهُم سلي إن تجهلينا
سلي الأشلاءَ في صنعاء مَن ذا :: أراها الثأر ردَّ المذهلينا
سلي حزم السّفاهة كيف غاصت :: حوافرُه بأرض المُزهِقينا
وصعدة فاسأليها عن ردودٍ :: وقد قُصِفَت تُكبّدهم قرونا
وَحَجَّة إنّ مِيدِي مِن ثراها :: سليهم ما الذي فيها يرونا
وأبطال الحديدة حيث قالوا :: أُباة الضّيم لا يستسلمونا
وفي هَيلَان مِن خولان قومٌ :: كما نِهم الفدا لا يُدبرونا
وشَبوتنا كَلَحجٍ ليس فيها :: عبيدٌ للغزاة المعتدينا
تعزٌّ مالهم فيها بقاءٌ :: ومازالت بأيدي المؤمنينا
أرى في الجوف ياوطني قريباً :: مفاجأةً لنا لو يحشدونا
وفيها مِن قبائلها أُباةٌ :: هم الإقدام لو يُستَنهَضونا
وَمَادَهَمُ الأصيلة ما استَفَاقَت :: سوى بأس الإله لو اهتدينا

سلي عنّا القصائد كيف عادت :: صياغتُها تسرّ النّاظرينا
سلينا كيف صرنا اليوم قوماً :: كباراً وحدهم لا يُهزَمونا
سلينا إذ أعدنا اليوم بَدرَاً :: عن الماضي عن الآتي سلينا

أيا شهر الصّيام فدتك نفسي :: عليك سلام ربّ العالمينا
أتدري أيّه الضّيف المفدّى :: أبينا غير بَدرٍ أن تكونا
وللعدوان والأذناب قلنا :: بأنّا معشرٌ لايُقهرونا
وجئنا كي نعيد اليوم بدراً :: ونحن نواجه المستعمرينا
وإنّا قد أعدناها بحقٍّ :: قتالاً دون شكٍّ صائمينا
وَثَبنَا للغزاة بكل حزمٍ :: وللأعراب والمستكبرينا
نُبيد زحوفهم في كل وادٍ :: فتدبر حيث ذاقوا مُرغمينا
وما كَأس العواصف مثل كَأسٍ :: لنا … منها الأذلّة يشربونا

سلِ الأعراب عنّا حين جاؤوا :: زحوفاً نحونا وسلِ المُتُونا
وما مِيدِي بساقطةٍ ولكن :: أرادوا أن يروا ما يكرهونا

أيا نجل الجنوب فداك نفسي :: وما هَانَ الجنوبُ ولن تهونا
متى تصحو الجنوبُ وأنت منها :: متى قل لي بربّك تقتفونا
جنوبي صار مُحتَلَّاً فترضى :: بمحتلٍّ أطال السَّفك فينا
فيا للعار كيف تصير عَبداً :: لِبَارَاكٍ وحزم المشركينا
خَضَعتَ خضوع مُنبَطحٍ لِلصٍّ :: وقومك للعدا لايخضعونا
صَمَتَ على الذّيول وأنت أدرى :: بما بالشّعب كانوا يفعلونا
يخونك مَرَّةً صَنَمٌ فترضى :: به عَلَمَاً عليك متى أبينا
ويَجلب نحونا الأعداءَ طُرَّاً :: ليحتلّوا السّعيدةَ مُهلِكِينا
نساء الشّعب تَفنى دون ذَنبٍ :: سوى الخذلان منك إذ امتَطَينا
مَضَيتَ لكي تقاتلنا ظلوماً :: وما يوماً عليك قد اعتَدَينا
تُرَحِّب بالغزاة وهم وباءٌ :: إذا انتَشَروا بمثلك يَسحلونا
فَقَاوم إنّ بأسك بات أهدى :: وربِّي مِن رؤى المُستَعبَدِينَا
يناديك الشّمالُ إلى عناقٍ :: فَصِل ودعِ الأذلّة يُخذَلونا
لغيركَ ما أتوا لوكنتَ فحلاً :: فَقَاوم إنّ شعبك يُقتَلونا

وَثَبنَا وَحدنا لطغاة عصرٍ :: وسوف نُذيقهم …وَسَيُغلَبونا
وَثَبنَا وَحدنا لبلوغ مَجدٍ :: لسوف نُصيبه قِيَمَاً وَدِينَا
فَقُل لجنوبنا المُحتَلّ هيّا :: إلى التحرير…ياللمسلمينا!!!

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النّصر للإسلام